تحاول ليبيا أطلاق مبادرة دولية لتسهيل خروج آلاف العرب والأجانب المحاصرين في أفغانستان واقامة معسكر لهم في مدينة كويتا الباكستانية تمهيداً لترحيلهم الي بلادهم. وذكرت أن حركة طالبان أبلغتها أن عدد العرب الموجودين في أفغانستان يراوح بين 02 و52 ألفاً، وأن دولاً عربية عدة اتصلت بها أبدت رغبتها في الصفح عن رعاياها الذين يقاتلون في صفوف طالبان واستقبالهم مجدداً.
وذكر سيف الاسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، أنه سيتوجه غداً إلي اسلام أباد حيث يلتقي الرئيس الباكستاني برويز مشرف، ووزير خارجيته، بالاضافة إلي مندوبي الأمم المتحدة و الاتحاد الدولي للصليب الأحمر في اطار هذه المبادرة للحصول علي ضمانات تكفل اجراء عملية الاخلاء التي قال إنها ستتم لأغراض إنسانية ، وبالتفاهم مع حركة طالبان .
وقال رئيس مؤسسة القذافي العالمية للجمعيات الخيرية لـ الحياة ، في اتصال هاتفي في نيودلهي، إن المبادرة أتت في الرئيس الليبي و تم اقحامنا فيها باعتبار أن مؤسستنا تعمل منذ فترة طويلة في أفغانستان ولها علاقة جيدة بكل الأطراف بما فيها طالبان .
وقال إن المبادرة بدأت منذ اسبوعين وحاولت استباق المجزرة التي وقعت في مزار شريف وقلعة جانغي، وأن القذافي اتصل لهذا الغرض بزعيم تحالف الشمال برهان الدين رباني يوم محاصرة قندوز كما سعي الي إطلاق مبادرة لجمع بعض الحكماء في العالم. وأجري اتصالاً شخصياً بالرؤساء مانديلا وغورباتشوف وكلينتون، فأبدوا ترحيبهم وقالوا انطلقوا أنتم بمبادرتكم وسندعمها. إلا أن التطورات علي الأرض سبقت مبادرة الحكماء، بعد نقل الأسري الي قلعة جانغي وإبادتهم بالقصف الجوي وقتلهم غيلة وهم في قيودهم .
وأضاف سيف الاسلام: بعد فشل محاولة انقاذ الأسري العرب والمقاتلين الأجانب الشيشان والبوسنيين والألبان والكشميريين كُلفت المؤسسة الاتصال بحركة طالبان للبحث في اخلاء العرب والأجانب من اقليم قندهار إلي خارج باكستان. وردت طالبان بالترحيب بوساطة القذافي ولكنها طالبت بإشراك الأمم المتحدة والصليب الأحمر كضمانة للناس المغادرين، لأن الأميركيين يمكن أن يقصفوهم أثناء انتقالهم الي باكستان .
وقال: بصراحة لو حدثت أي مشكلة في أثناء تنفيذ الاخلاء فستكون تلك مسؤولية أميركية – باكستانية لأن 09 في المئة من أوراق المعركة واللعبة في أفغانستان في يد أميركا، والبقية عند باكستان . وأشار إلي أن عملية الاخلاء ستتم باتجاه معسكر سيقام عند منطقة كويتا الحدودية بين أفغانستان وباكستان.
وحذّر من أن هناك فئة من الأفراد الذين علقوا وسط المعارك داخل أفغانستان لا يلتفت أحد الي مصيرهم . وقال: نحن مهتمون باخراج المقاتلين العرب والأجانب إلي خارج أفغانستان، ولكن هناك أيضاً عائلاتهم من أطفال ونساء وهناك أيضاً مرضي وجرحي وعجزة، وأيضاً عرب يعيشون في أفغانستان ولا علاقة لهم بالقتال ولا يتبعون ابن لادن ولا الظواهري، وهم غيرمتهمين أو متورطين بأعمال عنف. ومن حقنا أن نجنبهم خطر الابادة، سواء بالقصف الدائر حالياً أو بالابادة، اذا حدث ودخلت قوات تحالف الشمال . وأضاف: نتوقع أن يرفض معظم العرب في تنظيم القاعدة تسليم أنفسهم، لكن من يرغبون في الخروج هم الأطفال والنساء والمرضي والجرحي والعجزة ومن لا علاقة لهم بتنظيم القاعدة. ولدينا فريق كامل من الليبيين جاهز للتوجه الي داخل أفغانستان والاشراف علي عملية الاخلاء الإنسانية، في حال حصلنا علي الضوء الأخضر من الباكستانيين والصليب الأحمر الدولي والأمم المتحدة .
وقال إن زيارته الي اسلام أباد ستستغرق يوماً واحداً يمكن تمديدها في حال التوصل الي نتائج إيجابية للشروع في عملية الاخلاء، لن تجري اتصالات مباشرة بين المؤسسة والأميركيين، بل ستتم عن طريق الأطراف الثلاثة الأخري . ولم يستبعد رفض الأميركيين للمبادرة.
وتابع يقول: اذا اتفقنا علي البرنامج فسيدخل فريقنا الي أفغانستان للتنسيق مع طالبان لاستلام اللاجئين وعائلاتهم واصطحابهم الي داخل أفغانستان. وسيتم استئجار إذاعة أف.أم. ليبية لتوجيه نداءات ورسائل الي العرب والأجانب للتجمع في مناطق معينة ليتم نقلهم منها من داخل أُفغانستان إلي كويتا . وأضاف: سنخلي الليبيين أولاً لأن لدينا أعداداً كبيرة منهم. نتوقع أن يكون عددهم 200 ليبي تضاف اليهم عائلاتهم، وأغلبهم متزوج من أفغانيات وباكستانيات وهذه الزوجات محسوبات علي ليبيا الآن، علاوة علي أطفالهم. والقائد (القذافي) أصدر عفواً عنهم قبل أسبوعين ليرجعوا الي ليبيا مع عائلاتهم بضمانة المؤسسة، وسيعودون الي أهلهم ليمارسوها حياتهم في صورة طبيعية .
وتابع قائلاً: نجري اتصالات مع دول أخري وافقت علي العفو عن المقاتلين العرب من رعاياها في أفغانستان ، رافضاً الكشف عن أسماء هذه الدول. وقال إن الوقت يداهم الجميع، مشيراً إلي أن غارة أميركية أخيرة علي قرية مجاورة لتورا بورا أبادت 32 عائلة من عائلات العرب. وأضاف أنه سمع أن أعداداً محدودة من الأفغان العرب نجحوا في التسلل الي داخل باكستان، وهم خائفون ووضعهم سيء للغاية لأن وضعهم غير قانوني . وقال: عملنا إنساني ونحن ننتظر أن يحدث انفراج مع السلطات الباكستانية لضمهم الي معسكر كويتا في صورة قانونية .