لا شك ان الصراع العربي الاسرائيلي قائم والوضع الاسرائيلي في اتجاه الهيمنة على العرب، والامة العربية تدرس الاساليب لوضع حدٍ للهيمنة العبرية والأيديولوجية الصهيونية فقط!

الدول العربية تفتقر الى دعم امريكي، وامريكا تفتقر الى موافقة عبرية لتنفيذ السلام، او بالاحرى لاقناع العرب بالسلام الصهيوني.

وبعد فترة الحروب الباردة وعملية تجميد السلام الأمة العربية تنتظر الحلول والدولة العبرية تتجه نحو غزو اعلامي عبر الأقمار الصناعية وشبكة الإنترنت و… للتسلل داخل الأراضي العربية والحصول على شعبية موافقة لاسرائيل او ساكتة عما يحصل.

انتهت المقاطعة العربية لاسرائيل عبر نشر مقابلات صحفية مع شخصيات اسرائيلية في صحف عربية وبالنتيجة تغيير اتجاه الاعلام العربي واصبح الصراع في الامة العربية ما بين الداعين للتطبيع الثقافي مع العدو وبين الذين يرفضونه.

واستطاعت الصهيونية عن طريق الصحافة التغلغل والتسلل الى الحكومات والاجهزة الادارية المرتبطة بها، اضافة الى تغلغلها في المنظمات والتكتلات السياسية والاجتماعية والقوى الضاغطة.

وتشير الإحصائيات الى ان الصهيونية تمتلك ما يقرب من 1035 صحيفة ومجلة منها 245 في امريكا، و158 في اوروبا، و123 في امريكا اللاتينية والوسطى، و42 في افريقيا.

وبواسطة اجهزة الإعلام المرئية وغيرها استطاعت اسرائيل من تغيير اللغة الاعلامية الرسمية وشبه الرسمية من الصحافة العربية الى اتجاهين:

1- استمرار وجود اسرائيل في المنطقة خلال العقود الخمسة الاخيرة وقبول بعض العرب بهذا الوجود.

2- توجه بعض الاطراف العربية الى التكيف مع سياسات السلام في المنطقة.

ولم يقابل ذلك من الجانب الاسرائيلي اية تغيير لا في الظاهر ولا في الواقع. ولا زالت الصهيونية تمد الجسور للحصول على ارضية عربية تقبل في المستقبل

 -ربما في الوقت القريب- بكل الاطروحات الاسرائيلية.

والجدير بالذكر: ان اسرائيل بدأت ترسل مؤخراً رسائل الكترونية عبر الانترنيت الى بعض المراكز الثقافية والعلمية والجامعات في بعض الدول العربية وتهدف من خلالها غسل الادمغة العربية.

وبدأت منظمات صهيونية تعمل على ارسال الافلام الخلاعية والتي من شأنها افساد اخلاق الاجيال العربية والاسلامية.

واثبتت اسرائيل قمرها (عموس) فوق (عربسات2) لتقوم بعملية التجسس على الاتصالات العربية وايصال كلامها وبرامجها الى كافة انحاء الاراضي العربية في سبيل:

1- تغذية الامة العربية ببرامج تسلية واخبار وتحليلات سياسية واقتصادية وتعميق جذور التراث الاسرائيلي ونشر الدعوة وتوسيع الثقافة اليهودية.

2- دفع الإبداع العبري الى الأمام.

3- بث البرامج باللغة العربية ودفع مسيرة السلام مع الدول العربية المجاورة. وفقاً للاهداف الاساسية الاسرائيلية.

بالاضافة الى:

1- غسل دماغ المثقف العربي.

2- تطبيع ثقافي مع العرب.

3- تجميل الطرح الاسرائيلي لعملية السلام ورفض العرب لذلك.

4- تقديم صورة مشرّفة عن اسرائيل للعالم.

5- تشويه صورة العرب المسلمين من خلال تبيين الارهاب العربي ضد اسرائيل المحبة للسلام!

6- حث اليهود على التبرع للمنظمات الصهيونية.

7- حث اليهود على العودة الى اسرائيل.

8- كسب الرأي العالمي في ما يتعلق بالصراع العربي الاسرائيلي.

9- الإعلام في الابداعات والمنجزات اليهودية.

من جهة ثانية:

توقفت عجلة السلام الشامل.

ازدادت المستوطنات الاسرائيلية.

تم تهويد القدس الشريف.

واستمرت الضغوط الامريكية على الدول العربية.

وازدادت الكتابات على الجدران والمحلات المغلقة في تل ابيب: (اقتلوا كل العرب)!

يا ترى من اين جاء العنف؟

ومن هم اصحاب الهيمنة في العالم؟

ونختم كلامنا بالقول:

لو ان اسرائيل بذلت الجهد الحقيقي للسلام.

وان العرب والدول الاسلامية الأخرى اخذت الاستعداد الكافي وبذلت جل جهدها للحصول على توافق دولي لاستمرارية المفاوضات.

ولو ان المسلمين -عبر تواصل مكثف- اثبتوا للعالم انهم ليسوا ارهابيين، وان الدين الاسلامي مخالف تماماً للعنف والارهاب والقتل و… وانه دين المحبة والسلام والعيش المشترك.

ولو اخذت الدول الاسلامية الاستعداد الكافي لمرحلة حرب المعلومات والتي ستكون بعد عام 2000 هي المسيطرة في العالم. لا حرب المياه والنفط و…

لربما تمكنت من وضع حدٍ لأعمال العنف والأرهاب في الشرق الاوسط ولربما كانت عملية السلام الحقيقية والعادلة تتجه نحو التطبيق.

دبي – عبد العزيز احمد