اكد رئيس الوزراء الفرنسي السابق ميشال روكار ان مشكلة العالم العربي الاساسية ناتجة عن انقسامه السياسي وان خروج العالم العربي من مشكلته يقتضي ان تتوصل الدول العربية الى التمييز بين الالتزام الديني وتنظيم الدولة، فان ينتمي هؤلاء الى العرب والاسلام، امر خاضع للجدل، وكذا الامر بالنسبة الى شرعيتهم العربية والاسلامية التاريخية، وليس في ذلك تناقض.

وقال روكار في لقائه مع مجلة الوسط اللندنية في العدد (367): تجدر الاشارة الى وجود زعماء (عرب) توصلوا الى هذه القناعة، وهؤلاء يعتقدون بضرورة الاندماج في الجماعات الدولية، واحترام قواعدها وقوانينها وبأن الصراعات يجب ان تحل بالمفاوضات وليس بالحرب.

وقال: المشكلة اذن في الدولة الجمهورية، وهي تنطلق من قدرة هذه الدول على اعتماد مفهوم للدولة لا ينطوي على رسالة دينية من دون ان يتناقض ذلك مع شرعيته كمسلم، اعتقد بان هذا الامر يحل مشكلة الاستقرار الداخلي في هذه البلدان ويساعد على الاستقرار في علاقاتها الدولية.

وقال: اعتقد بان الاكثرية الساحقة من المسلمين تسعى للاستقرار والاندماج الدولي ولاتبيح اعمال القتل، وهذا طبيعي لان القران لا يبيح اعمال القتل والعنف، وانا لست مسلماً، لكني احترم الاسلام والقرآن، وما اعرفه عن القران انه لا يتضمن رسالة تدعو للقتل العام، لكنني انتظر ان تدين  السلطات الدينية المحترمة بقوة اكبر تلك الاعمال، خصوصاً اننا نكاد نصل في العالم الى حالة يبدو معها ان الحضارات المسيحية واليهودية بدأت تخشى الاسلام بسبب تلك الفئة الضئيلة التي تدعو للقتل باسم الاسلام ما يستدعي ان تتدخل السلطات والمراجع الدينية المحترمة لادانة هذه الاعمال بقوة.

ثم عرج روكار على فرنسا وقال: لدينا ثلاثة ملايين مسلم يحترمون قوانيننا وقواعدنا وهناك نسبة من المجانين، والحملة التي تستهدف هؤلاء غبية وخطيرة، لكنها تتفاقم احياناً بسبب الصورة السيئة المنتشرة عن الاسلام، لان السلطات الشرعية الاسلامية المحترمة لا تدين العنف لما يتوازى مع خطورته خصوصاً ان القتلة يتسترون بالاسلام في ارتكاب جرائمهم.

واضاف روكار: عموماً اعتقد بأن معظم مشاكل العرب مشاكل ثقافية، وان العالم العربي يحتاج الى وقت لحل مشاكله، لكن هذا الوقت يجب ان ينعقد على تفاهم متبادل واتفاق متبادل بين الاطراف المعنية.