لا ادري لماذا كل هذا القلق تثيره كلمة الأحزاب في مجتمعاتنا حتى صارت مسألة الحصول على إجازة لإنشاء حزب أو تجمع من مستعصيات الأمور ، اللهم لا إذا وافق الحزب في أفكاره وطروحاته أفكار وطروحات ذلك المجتمع بحذافيرها عندها يمنح حزب بهذا المستوى الإجازة المطلوبة أنه حينها لا يعد وكونه نسخة طبق الأصل عن الحزب المتصدر في ذلك المجتمع .

هذا من جهة استحصال الإجازة الرسمية لإنشاء الحزب ، أما أسلوب التعامل مع الأحزاب القائمة فحدث عن ذلك ولا حرج فهناك متسع للكلام بما يملأ كتباً .

إن مجتمعاتنا لو نحّت ما تثيره كلمة الأحزاب جانباً عنها ونظرت إلى ما تعاني منه بلداننا بعين الجد لرأت قصور برامجها في التعامل مع هذه القضية ، فقضية إنشاء الأحزاب إضافة إلى كونها مسألة ديمقراطية ، تعد متنفساً يمكن أن يمتص غضب الشعوب ونقمتها إزاء العديد من القضايا من خلال التعبير عن آرائها في تلك القضايا وممارسة إجراءات حلها .

إن عدم التعامل مع القضية بهذا المستوى من التفكير سوف يقود إلى التجاء مجموعات من الشعوب إلى اتخاذ أسلوب العمل السري في تكوين الأحزاب والتعبير عن الرأي بطريقة مختلفة عن الطريقة المألوفة .

أن بلداننا يجب أن تعي كون وجود حزب أو تجمع مجاز يعمل تحت نظرها ويقدم برامجه علناً أهون بكثير من وجود حزب يعمل في الخفاء ، ويتبع الأساليب الملتوية للتعبير عن رأيه ولفت الأنظار إليه .

عليه يقع لزاماً التسهيل من تلك الإجراءات الروتينية التي تقف في طريق تكوين الأحزاب ، أو تلك التي تعرقل القائمة منها من قبيل تجميد عملها ، أو رفع اللافتات المخصصة لها مادامت تعمل وفق الأطر الدستورية والقانونية ولم تتجاوز ذلك .