لندن: فريدة رشيد (الشرق الاوسط)
ستتغير نظرة القارئ للنساء بعد قراءة كتاب «النساء اللاتي يقتلن» للكاتبة كارول ان دافيز والصادر عن دار اليسون وبابزي. فلماذا تستهوي شابة مراهقين الى سيارتها لكي تشارك في اغتصابهم؟ وما الذي يجعل ممرضة تقتل اطفالا باعطائهم ابرا مميتة؟ النساء احصائيا يشكلن 2% من السفاحين النمطيين في العالم ولكن المرأة حين تقرر ان تدخل سلك الاجرام المحترف لها المقدرة على ان توازي الرجل بالقساوة وبنفس الوقت التهرب من العدالة. فالشرطة عادة تأخذ ضعف الوقت للقبض على النساء القاتلات منه على الرجال، وحتى حين القبض عليهن ينظر القضاء عليهن بنظرة متفهمة لان المراة في الرأي العام لا يمكن ان تكون دموية الا اذا عاملتها الحياة بقسوة وجعلتها تفقد اتزانها.
النساء القاتلات المعروضات في هذا الكتاب لا تقتلن بسبب الدوافع المادية او هن من ذوات حب الانتقام ولكنهن قاتلات اثارة أي يمارسن القتل المحترف للاثارة فيستهدفون فريسة ضعيفة وينتظرن الوقت المناسب للقيام بالجرم ومن ثم ينتقلن الى فريسة اخرى لها قاسم مشترك مع ما قبلها ويقتلن بنفس النمط. يعرض الكتاب روايات بعض هؤلاء السفاحات، ويذكر القاتلتين انا زوانزيجر «المسممة الجماعية» التي ولدت في عام 1760 وجين ويبر «الخانقة» التي ولدت في 1875 لكي يفهم القارئ بان العنف في النساء لم ينتج عن التلفاز او عصر التكنولوجيا. فاياكم وايقاظ هذه الغريزة عند المراة فعندما تقتل المرأة فهي تقتل باتقان.
* النساء والإرهاب
* من موضوع النساء في عالم الاجرام الى موضوع اثار النساء في الارهاب العالمي ياخذنا كتاب «محب الشيطان.. جذور الارهاب» للكاتبة روبين مورجان من دار جودي بياتكس للنشر الى منطق جديد في تفسير حركات الارهاب. النساء هن في صلب مشكلة الارهاب برأي المؤلفة. فعند دراسة اسباب الارهاب العالمي يتكلم البعض عن الوجوه الجديدة لهذا الارهاب مثل الارهاب البيولوجي او يتكلمون عن قادة الارهاب مثل كارلوس السفاح الذي حتى بعد القاء القبض عليه تواصلت العمليات الارهابية التي نفذت باسم المنظمات الارهابية التي كان كارلوس ينتمي اليها. ويتكلم الكثير ايضا عن اسباب الارهاب كالفقر والياس، ولكن بن لادن مثلا ليس فقيرا او من ذوي الحظوظ القليلة.فعند التكلم عن الارهاب يجب النظر في الانماط الثقافية والحضارية التي تسببه على حسب قول المؤلفة وهي: تقاطع الارهاب مع الشهوة الجنسية والذكورية. فمعظم الارهابيين العالميين من الذكور الذين تتراوح اعمارهم ما بين 22 ـ 25. وصورة الارهابي او مقاتل الحرية صورة قديمة من التوراة تصور الرجل كبطل ورجل ذي سلطة فهو «من محبي الشيطان» والمجتمع كافة معجب به سرا او علنا. فيريد الرجال ان يكونوا في صورته وتشتهيه النساء وتعتبر ان به كل ما يردن من صفات في الرجل. واول ملامح الارهاب هو حب السلطة والتسلط على المجتمع يبدا بفرض السلطة على المسؤولة عن التكاثر وبناء المستقبل وهي المرأة. ويصبح التحكم بالمرأة هاجسا وطريقة التنفيذ هي باعتبار المراة كـ«غاوية». فان كان تعريف الرجل ما هو ليس امراة فاذا يجب على الرجل إما الابتعاد عن الاختلاط بالمراة او تسلم زمام التحكم بها. وهذه النظرة الدونية للمرأة والبطولية للرجل هي المسؤلة عن التسبب بالارهاب في جميع انحاء العالم. وتعطينا الكاتبة الكثير من الامثلة لتقوي نظريتها ففي الحروب مثل الحرب اليوغوسلافية حدثت حوالي 50000 حالة اغتصاب، وفي استجواب اميركي عبر 51% من الرجال عن رغبتهم الداخلية بالاغتصاب ان كان الفرار من العقاب مضمونا. فهذا نوع من الارهاب موجود في اغلبية الرجال لان مفهوم الرجل في هذه الدنيا يرسم صورة للقوة والبطولة .وفي نفس الوقت كان المقاتلون الاميركيون في حرب الخليج يشجعون على مشاهدة الافلام الجنسية العنيفة كي يرتفع الادرينالين عندهم ويستعدون للقتال. ونسبة اتنحار الذكور الشباب في ايرلندا بعد عام 1987 قد ازدادت دراماتيكيا، وذلك لأن الشاب الايرلندي وبعد ان قل العنف في ايرلندا وشحت الاسلحة وازدادت حقوق المراة شعر بالضياع وبحيرة من دوره في المجتمع. فاعطى النساء حقوقهن الكاملة.

* النساء والجنون
* النساء معرضن للاصابة بالامراض العقلية اكثر من الرجال، هذا ما يعرضه كتاب «المراة والصحة العقلية» للكاتبة دورا كوهين عن دار روتليدج للنشر. فمع ان النساء كجنس يعيشون لفترة اطول ولكن تصيبهن امراض عقلية اكثر. والنظرة التاريخية هي بان النساء اكثر جنونا من الرجال. فكلمة هستيريا التي تعني الآن الجنون في الانجليزية ماخوذة من الفيلسوف الاغريقي هيبوقراط الذي قرر بان حالة الجنون مرتبطة بوجود الرحم او الهستيريون بالاغريقية. وهذه النظرة ورثت للقرون الوسطى فكانت المراة تعتبر اضعف من الرجل، وبالتالي فحقوقها اقل وان انحرفت ولو قليلا عن هذه الصورة كانت تعتبر ساحرة وتحرق على العصا. وفي القرن الحالي ومع التطورات العلمية اثبت العلماء بان النساء عرضة اكثر للاصابة بالامراض العقلية والعصبية التالية: امراض الاضطراب العصبي، العصاب الحصري، امراض الذعر، امراض القلق، الوسواس القهري، فقدان الشهية القهري، البوليميا،السمنة الزائدة، الارق، الاكتئاب والهوس، امراض حب ايذاء النفس (المازوشية)، أمراض المخاوف الاجتماعية، الارهاق، النسيان، التركيز الضعيف. ولهذه الامراض اسباب عدة منها الاسباب البيولوجية التي تدور حول الدورة الشهرية والولادة وقطعان الدورة. ومنها الاسباب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. فالنساء عرضة اكثر للاعتداءات بشتى انواعها وليسن مستقلين اقتصاديا وهن يشعرن بعزلة وذلك لارتفاع نسبة البطالة عندهن ولتاريخ التفرقة الطويل في مجال العمل ولتفضيل الاولاد على البنات في الطفولة في كثير من الحضارات، وبالتالي اهمالهن واعتبارهم كعائق مادي وهم أخلاقي. ومن الجدير بالذكر بأن نسبة الاصابة بكثير من هذه الامراض كالأرق تقل بعد انقطاع العادة. وفي الكتاب الكثير من الاحصائيات الدقيقة حول نسب تقارن ما بين الرجال والنساء والاصابات بهذه الامراض. النساء المصابات بالامراض العقلية والعصبية هن ضعف عدد الرجال المصابين بهذه الامراض.
* النساء والعمل والاطفال
* من موضوع الجنون لحقيقة اخرى محزنة فحوالي نصف النساء المتعلمات العاملات وحيدات، فكلما زادت نسبة نجاح النساء في ميدان العمل كلما قلت امكانية الانجاب فاكثر من ثلث الناجحات مهنيا ليس لديهن اطفال وعشرة بالمائة منهن فقط قررن عدم الانجاب.اما في الرجال فكلما ازدادت نسبة النجاح المهني كلما علت فرص الزواج والانجاب فحوالي 93% من الرجال الناجحين لديهم اطفال. هذا ما تقوله الكاتبة سيلفيا ان هيوليت في كتابها الجديد «جوع للاطفال المعركة الجديدة للامومة» عن دار اتلانتيك للنشر.
وتعرض الكاتبة وجهة نظرها حسب دراساتها التي تشير الى ان هذه النساء وجدن انفسهن في وضع لم يستطعن بعده الانجاب فلم يكن القرار بعدم الانجاب كليا قرارهن.فعندما تدخل المراة معترك الحياة يجب ان تشتغل اكثر من الرجل لتثبت نفسها.وهذا يعني ان وقتها كله مستهلك بالعمل وعندما تثبت المراة الغربية نفسها في ميدان العمل توقفها الطبيعة عن الانجاب فآخر عمر مسموح به في بريطانيا لاجراء الاخصاب الصناعي هو 39 وفي الولايات المتحدة .43 والقصد من هذا الكتاب حسب قول الكاتبة هوتوعية المراة الى هذه الحالة ومساعدتها في تغيير المجتمع لاتاحة فرص متساوية للرجل والمراة، وهو بمثابة تذكير للمرأة كي لا تدع الضغوطات تبعدها عن الامومة فتندم.
* نساء في الحكم
* الاخبار الجيدة هي أنه كانت هناك حوالي 605 قائدات وحاكمات نساء في تاريخ العالم، الاخبار التي ليست سارة جدا هي أن الباقي كله هومن الرجال والاخبار السيئة حقا هي بانه لم توجد امراة عربية مسلمة واحدة قائدة في العصر الحالي. واكثر شعب كان وضع نساء في مناصب قيادية تاريخيا هي فرنسا. هذا بعض المعروض في كتاب «حاكمات نساء عبر القرون» لجويدا جاكسون عن دار أي بي سي كليو للنشر. والكتاب مبوب ابجديا ويعرض لنا مقطتفات من حياة هذه النساء وانجازاتهن. والكاتبة تعرف القادة كنساء حكمن كامبراطورات او ملكات او اميرات او سلطانات او أي امراة تسلمت زمام الحكم. وتستقصي المؤلفة عن النساء اللاتي كان لهن اثر بالتاريخ مثل جون ذات القوس التي اثرت كثيرا على العالم، ولكن لم تكن حاكمة بمعنى الكلمة، وابعدت القيادات النسائية التي اثرت على السياسة من وراء الرجال كماري انطوانيت وايفا بيرون. كتاب ضروري لمكتبة أي امراة.