اكد الوزير البريطاني للشؤون الخارجية (ماكشين )، الذي كان يتحدث في محاضرة حول «السياسة الخارجية البريطانية» في المعهد الملكي للعلاقات الدولية بلندن، الى ان الرغبة في التأثير في القرار السياسي الأميركي لن تتحقق بالتهجم على الأميركيين، بل بتواصل البرلمانيين البريطانيين مع «صُناع السياسة الأميركيين المنتخبين». بيد انه شدد على قناعته بأن «حيازة أسلحة نووية وتفوق جوي كامل لا تكفي للوقاية من ارهابي انتحاري أو من ميكروبات الجمرة الخبيثة حين تصل عبر البريد». وأوضح ان لندن «لا ترغب بالبطش فقط بالارهاب، بل بأسباب الارهاب». وزاد ان التحدي الذي تواجهه السياسة الخارجية يتمثل في «المساعدة على مكافحة الفقر كواحد من أهم مصادر الصراع العالمي».
وانتقد الوزير ميول حزب المحافظين المعارض الى انتهاج سياسة خارجية تقوم على عدم الاكتراث بمشاكل الآخرين. واعتبر ان «هجوم الحادي عشر من سبتمبر يؤكد ان حتى أكثر الدول ثراء وأقواها لا يمكن ان تعزل نفسها عن بقية العالم».
وأكد ماكشين ان ضربات سبتمبر الماضي اثبتت ان على العالم ان يقبل بمبدأين أساسيين، الأول يتمثل في الحاجة الى مزيد من التعاون بين الدول «سواء عبر الأمم المتحدة او اقليمياً عبر مجمعات كالاتحاد الأوروبي». اما المبدأ الثاني فينص في رأي الوزير البريطاني على «القبول الدولي المتعاظم بوجوب تحقيق سيادة القانون الدولي».
وأثنى الوزير ماكشين على الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب لأنه «مارس ضغوطاً على الحكومة الاسرائيلية كي تتقيد بالقانون الدولي في سياساتها حول المستوطنات». وأضاف ان «الدولة الفلسطينية» مشروع أعرب رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والرئيس الأميركي بوش مراراً عن قناعتهما بضرورة تحقيقه.
و شدد الوزير البريطاني على ان سياسة بريطانيا الخارجية تقوم على مبدأ التوفيق بين «السياسة الواقعية والسياسة الأخلاقية»، لفت الى ضرورة اجراء حوار عاجل بين لندن وحلفائها الأوروبيين من جهة، والأميركيين من جهة أخرى. وأبدى أسفه لعجز الأوروبيين عن الوصول الى موقف محدد حيال موضوعات عدة في طليعتها العراق. وأكد ان العراق كدول أخرى «استطاعت ان تستغل الخلافات الأوروبية الداخلية لمصلحتها»