بسم الله الرحمن الرحيم

والذين امنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كان يعملون صدق الله العلي العظيم

بضعة ايام وتحل علينا السنة الميلادية الجديدة ولا تزال الكثير من شعوب العالم تئن تحت ويلات الحروب والصراعات السياسية والدينية والفقر والعوز والحرمان، دون ان يجد قادة المجتمع الدولي والبلدان العظمى حيلة مجدية لتخليص تلك الشعوب البائسة من معاناتها المتفاقمة شيء فشيء.

اذ تؤكد الدراسات والوثائق الاممية تنامي الكثير من الظواهر الاجتماعية السلبية بين شعوب العالم الثالث على وجه التحديد، سيما في الدول التي تعاني الفتن والحروب الداخلية، وما واكب تلك الاشكاليات من تدهور كبير في المستوى المعيشي وانحدار خطير في معايير حقوق الانسان وانعدام الحريات الخاصة والعامة في بعض الدول الاخرى.

اذ تكابد معظم بلدان الشرق الاوسط وبعض الدول الافريقية لظى العديد من المعضلات المستعصية كالارهاب وانعدام السلم الاهلي واضطرابات الامن الغذائي، مما افرز جملة من المعطيات السلبية المؤثرة على النطاق الاقليمي والعالمي، والتي باتت تشكل محنة انسانية تطال الجميع ماديا او معنويا.

كل ذلك يجري امام انظار الجميع، سواء منظمات دولية او حكومات وانظمة رسمية او افرادا وجماعات، مع افتقار المجتمع الدولي لرؤية حقيقية تسعف من يعاني او ترسم خارطة طريق كفيلة بازاحة تراكمات تلك المآسي بعيدا عن الاجندات السياسية او المصالح الضيقة للحكومات القادرة على مد يد العون والمساعدة.

وكما يعلم الجميع ان اشد الاضرار جسامة التي تفرزها تلك الاحداث المؤلمة تقع على عاتق الحلقات الاكثر ضعفا في المجتمعات المنكوبة، وهم الاطفال والنساء والشيوخ، مما يضاعف حجم المعاناة والشعور بالقهر والاسف.

لذا وبناء على ما تقدم، تحث منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) جميع قادة المجتمع الدولي الفاعلين، سيما قادة الدول العظمى والبلدان الاكثر ثراء ماديا، ان تعتبر من حلول السنة الميلادية الجديدة بداية جديدة لوضع الحلول الناجعة لتخليص المجتمعات المبتلية مما تكابده من ويلات، ورسم خارطة طريق دولية لوقف سيل الدماء الجاري في الكثير من انحاء العالم، ومساعدة الدول الفقيرة على تجاوز اضطراباتها الاقتصادية ومشاكلها المادية، فضلا عن حث الحكومات على مراعاة حقوق الانسان كافة، سيما اطلاق سراح معتقلي الرأي والسجناء السياسيين، والعمل على اتاحة الحريات العامة والحريات الاعلامية وغيرها من الحقوق المشروعة.

وتختتم المنظمة بيانها بالابتهال للبارئ عز وجل ان تكون العام الجديد مفتاحا لكل خير، متمنية الامن والرخاء لجميع شعوب المعمورة.

ان الله على كل شيء قدير