سألني احد المغتربين – وكان قادماً إلى مؤتمر يناقش فيه احوال الهجرة ومعاناته – وقال:

يعرفني البعض ويرى فيّ ما لا اراه في نفسي، فيأتي احدهم ويسأل بعض المسائل الشرعية – اذ ليس هناك مكاتب ولا وكلاء للمرجعية الشيعية ومع الاسف – واجيبه من دون علم بواقع الفتوى. ولو ارفض الجواب أو اقول بعدم العلم سينظر اليّ بنظرة اخرى وسأسقط من عينه. فهل يجوز لي الجواب من دون علم بالفتوى؟

قلت له: وهل يجوّز لك العقل الخوض في الطب والهندسة والتكنولوجيا من دون المعرفة بتفاصيلها؟

قال: لا. قلت: فكيف تسمح لنفسك بالفتوى من دون علم؟

أضف إلى ذلك، ان السائل يرى فيك الالمام بالفتاوى وذلك لحضورك في المجالس، وقد اغترّ بك، فكيف توافقه الرأي، وانت تخالف الله ورسوله(ص) وترضي المخلوق بسخط الخالق! ألم تقرأ القران؟

يقول جلّ اسمه: (و من لم يحكم بماانزل الله، فاولئك هم الكافرون) وفي آية اخرى (هم الظالمون) وفي اخرى (هم الفاسقون).

وفي الروايات:

قول الرسول(ص): ومن افتى بغير علم، لعنته ملائكة السماء وملائكة الارض.

وزاد عليها الامام الصادق(ع): ولحقه وزر من عمل بفتياه.

و قال (ص): اني اخاف على امتي من بعدي ثلاثة: زلة العالم، وحكم جائر، وهوى متبع.

هذا بالاضافة  إلى ان قول الرجل (لا اعلم) – في بعض الامور، مطلقاً – مقبول في الغرب، وعدم الالمام في كل الامور هو عين الكمال، بل وفي بلاد الغرب إبداء الرأي في كل الامور مرفوض البتة.

و يا جندا لو أخذ كل منّا مكانه الحقيقي في المجتمع.