أكثر من ألف يوماً مر على بدء الحرب على اليمن، في أقسى أنواع الحروب شراسة تشهدها المنطقة منذ عقود، لم يدخل ما يسمى بالتحالف العربي بقيادة السعودية سلاحا لتنفيذ اجندته، جهداً مؤسفا خلف آلاف الضحايا بين المدنيين والعزل، لا ذنب لهم سوى انهم سكان دولة اليمن التي ابتلت بالصراعات السياسية.

أكثر من ألف يوماً من الحرب العبثية الظالمة والمجتمع الدولي يغض الطرف عن جرائم الحرب التي ترتكب بشكل سافر، فيما يتبادل أطراف القتال القاء اللائمة على أحدهم الآخر، فيما أسفر الحصار القاتل بوفاة المئات بسبب نقص الأغذية والأدوية وانتشار الأوبئة بشكل غير مسبوق.

اذ بات الشعب اليمني المسكين بين مطرقة القصف وسندان الحصار، تلوك بأبنائه الويلات والرزايا والموت الذي يتخطف الجميع، أطفالاً ونساءً وشيوخ، وانهيار اقتصادي واجتماعي يصاحبه فلتان أمنى وغياب تام لأجهزة الدولة.

في الوقت الذي تدرك جميع الأطراف المتقاتلة سيما دول ما يسمى بالتحالف العربي ان لا افق لنهاية مجدية لهذه الحرب الهوجاء، والحل السياسي الوحيد والكفيل للوصول الى نتائج واتفاقات مرضية لجميع الأطراف، وان الحوار هو المخرج الوحيد للأزمة اليمنية.

ان منظمة اللاعنف العالمية تكرر دعواها لجميع الأطراف بضرورة وقف الاعمال الحربية، والانصات الى صوت المنطق والعقل، سيما ان الاضرار الإنسانية الناجمة عن استمرار الحرب كارثية بكل القياسات، واستمرارها يعد جريمة حرب مع سبق الإصرار والترصد بحق الشعب اليمني كافة.

مشددة مطالبتها بضرورة تغليب الملف الإنساني على المصالح السياسية عبر هدنة طويلة الأمد يجتمع خلالها الافرقاء على طاولة حوار للاجتماع على كلمة سواء، يسبق ذلك انهاء للحصار الخانق عبر فتح الموانئ لاستقبال قوافل المساعدات الإنسانية، محذرة في الوقت ذاته من مغبة الاستمرار في تعنت بعض الأطراف او مماطلتها لإطالة امد الحرب الظالمة.

والله من وراء القصد