في رسالة موجهة الى مجلس الحكماء الدولي، منظمة اللاعنف العالمية تناشدهم للتدخل لنصرة الشعب اليمني وانقاذ ماتبقى من ارواح بريئة وبنى تحتية في افقر دولة عربية. وهذا نص الرسالة:
 
اللاعنف العالمية تناشد مجلس الحكماء الدولي انقاذ الشعب اليمني من ويلات العدوان
 
السادة اعضاء مجلس الحكماء الموقر.. لقد أخذتم على عاتقكم التدخل لانقاذ المظلوم  والتوسيط لحل الخلافات الدولية بحسب ما ذكر في النظام الداخلي لاجتماعكم الكريم، واليوم ومن منطلق المسؤولية نفسها نأمل من سيادتكم تحمل المسؤولية الانسانية ازاء ما يتعرض له الشعب اليمني من ويلات الحرب الغاشمة التي تشن عليه من قبل التحالف السعودي، سيما ان موازين القوى وشراسة الدمار الذي لحق بالمدنيين العزل من اليمنيين يعد من ابشع انواع الابادة البشرية كما بات ظاهرا.
ايها السادة الكرام، لم تتدخر المملكة السعودية وحلفائها جهدا في الحاق الاذى والضرر باليمن وشعبه، مشتملة في عدوانها كافة انواع الحياة، بالاضافة الى مستلزمات العيش من بنى تحتية ومرافق حيوية، فضلا عن استهداف الارث التاريخي والانساني العالمي عبر تدمير المواقع الاثرية والتراثية في تلك البلاد العريقة.
فيما بلغت حصيلة العدوان سقوط الالاف من المدنيين الابرياء، جلهم من الاطفال والنساء والشيوخ، في الوقت الذي تفرض الحكومة السعودية حصارا مطبقا على الدولة اليمنية، اعاقت اي نجدة طبية او اسعاف عاجل يخفف من وطئة المعاناة الكبيرة التي يعانيها السكان.
وتشير المعطيات ايضا استخدام السعودية لاسلحة محرمة دوليا لاسقاط اكبر عدد من الضحايا دون تمييز، وتدمير اكثر ما يمكن تدميره، في معطى يدل على النوايا المشبوهة للحرب القائمة.
اذ لم تسلم التجمعات السكانية والمستشفيات والمطارات المدنية والمرافق التجارية العامة والخاصة من القصف المركز المستمر، على الرغم من مخالفة ذلك لمعاهدة جنيف الدولية الخاصة بالحرب، وانتهاك القوانين الدولية الراعية لحقوق الانسان في السلم والحرب.
ايها السادة الكرام، لقد اشارت الكثير من البيانات الخاصة الى استخدام التحالف السعودي في حربه على اليمن القذائف الفراغية، التي تسقط كما تؤكد الدراسات اكبر عددا من الاحياء، وتزن اكثر من 900 كغ للقذيفة الواحدة، الى جانب رصد استخدام السعودية للقذائف العنقودية المحرمة، دون الالتفات الى عواقب تلك المقذوفات على الاحياء.
كما رصدت العديد من وسائل الاعلام والمنظمات الانسانية استخدام السعودية اسلحة حارقة شبيه بالنابالم، تجلى ذلك من فحص جثث الضحايا والجرحى، حيث كانت اجسادهم محترقة بشكل غريب ومفجع.
وبين كل ما يحصل، تخلص الينا ان الحرب الجارية لا تستهدف فئة او جيشا او فصيل محدد، بل انها حربا شاملة على الشعب اليمني باجمعة، ودولته التي تعد الافقر في المنطقة، تقف من وراء ذلك اجندات مشبوهة ترمي الى تركيع واذلال بعد تدمير الشعب وحرمانه من مقومات الحياة الاساسية.
لذا تناشد المنظمة السادة اعضاء المجلس الموقر بضرورة التدخل السريع لتدارك ما يمكن تداركه من الشعب اليمني وانقاذه من المحنة العصيبة التي يمر بها، عبر انتشاله من براثن الحرب القذرة التي يواجهها منذ اكثر من شهر، سيما ان مجلس الامن الدولي والهيئات الدولية التزمت الصمت المخجل ازاء ما يجري من عملية ابادة.

ايها السادة ان الاعراف الانسانية، والمسؤوليات الاخلاقية والقانونية تضع مقام مجلسكم على محك الاختبار، خصوصا ان الكثير من الشعوب تتطلع الى دوركم الانساني في مثل هذه الحالات الخطرة. والله ولي التوفيق