تحت عنوان التحدي والتصدي في المدرسة الشيرازية، تحدث الشيخ محمد تقي باقر، امين عام منظمة اللاعنف العالمية عن تاريخ الاسرة الشيرازية ومواقفهم في الازمات التي حصلت في الوسط الاسلامي خلال القرن العشرين.
وكان الشيخ باقر يتحدث في الحفل التابيني الذي انعقد في مركز الامام علي (عليه السلام) في واشنطن العاصمة الامريكية مساء يوم السبت 18 اكتوبراحياء لذكرى سلطان المؤلفين الامام الشيرازي الراحل رحمه الله والذي حضره جمع من الجالية العربية من العراق ولبنان وغيرها مؤكدا ان المرجعية الشيعية تتصدى للمؤامرات السياسية في كل عصر وزمان، وهذا من واجبها الديني.
ثم ناقش الشيخ باقر المد الشيوعي في العراق وكيف ان المرجعية الواعية آنذاك تعهدت للتصدي وبدأت بتقسيم الادوار فيما بينها في موضوع العمل الرعوي والتربوي، وكانت حصة المدرسة الشيرازية الاهتمام بالطبقة الوسطى وتثقيف الشباب وغيرهم، وقد ابلوا بلاء حسنا، وكانوا أهلا لمثل هذا العمل مع كثرة مشاكله وقلة امكانياتهم المالية.
ثم ناقش أمين عام منظمة اللاعنف العالمية موضوع الهجرة الجماعية في الطائفة الشيعية في القرن المنصرم وقال: في النصف الثاني من القرن العشرين والهجرة الجماعية التي اصابت الشيعة من مختلف دول الشرق الاوسط الى مختلف الدول الغربية والتي كانت نتيجة ديكتاتورية الانظمة السياسية والدعم الغربي لهم بشتى الوسائل وصرف الاموال الطائلة والتي كان الهدف منها الغاء الدورالشيعي في العالم، تمكن المرحوم المقدس السيد الشيرازي من جمع شمل الشيعة، من مختلف الهويات، والحفاظ على ثقافتهم وكرامتهم كما تمكن من الحفاظ على اعراضهم من الضياع عبر موسساته الثقافية المنتشرة في أغلب عواصم دول العالم، وكانت النتيجة ان اليوم يتمكن المرء مشتهدة المد الشيعي في مختلف دول العالم الغربي.
ثم شرح الشيخ باقراولويات المدرسة الشيرازية وافكارها لمستقبل عالم الرفاه والحرية والسلام وقال: بناء الفردوالاسرة والمجتمع كانت من اولويات المدرسة العامرة ومن ثم تطبيق الآيات القرانية المنسية في مجتمعاتنا اليوم أخذت منه معظم طاقاته، فقد بدأ بالثقافة اولا وكان المرحوم المقدس يقول دوما: الامة الاسلامية من دون الوعي الديني كمن يحمل الاطنان من كتب التراث من دون ان يستفيد منها وهؤلاء اموات في وسط الاحياء. ولذلك كان تركيزه الاول على تثقيف الامة من دون الفرق بين المذاهب او تفضيل بعضهم على الآخر، ومن ثم كان يضع ثقله على توعية المجتمع الشيعي ليتعلم كل منهم معالم الدين كما يتعلم معالم الحياة وكان يؤكد رحمه الله على ان الوعي الديني لايمكن ان ينفك عن الوعي في مختلف جوانب الحياة كالسياسة والاقتصاد وعلم الاجتماع و … والانسان المسلم المؤمن بحاجة الى كل هذه الامور كما هو بحاجة الى الطعام والشراب و … والعالم بزمانه لاتهجم عليه اللوابس.
وكان المرحوم الشيرازي قدس الله نفسه الزكية يذكر الناس بالايات المنسية ويدعو الى احياء الشورى في المجتمع، قيادة وقاعدة، والاخوة الاسلامية بنبذ الفرقة، والحرية الفردية والاجتماعية بنبذ انواع الاستبداد ويقول: الارهاب الفكري بدأ من الجانب السياسي ومن الذين يعتقدون انهم خلفاء الله على الخلق وبيدهم زمام الامور، ومن ثم انحدر الفكر الارهابي ليستقرفي القليل من الوسط الديني وفي بعض طبقات المجتمع ليستنقذوا ما تبقى من حقوقهم وكرامتهم على حد تعبيرهم، ولذلك كان يرى المرحوم الشيرازي ان الحاكم الاسلامي متهم حتى تثبت برائته!!! والاسلام بريء من كل انواع العنف والارهاب، وهومحرم في الشريعة.
بعد ذلك شرح الشيخ محمد تقي بعض انجازات الاسرة الشيرازية في عالم اليوم وفي المجال السياسي ونشر ثقافة الاصلاح الفكري في الوسط السياسي (أحزابا وشخصيات وشعوب) في مختلف الدول الاسلامية، وتثقيف المجتمع الاسلامي بثقافة العمل الاعلامي وتأسيس الفضائيات الشيعية بعد تثقيف الشعب بقبول الاجهزة المرئية والمسموعة قبولا دينيا وثقافيا واجتماعيا، كما كان يعتمد اسلوب الثقة في الفرد وبناء جدار الثقة في الوسط الاسلامي والاعتماد على الذات وفق المدرسة الامامية العامرة.
وختم الشيخ باقر كلامه بتلخيص اولويات المدرسة الشيرازية وقال: الايمان بحرية الفرد في مختلف مجالات الحياة، والحالة الشورائية في الوسط السياسي والاجتماعي والاداري، واصلاح المجتمع عبر تثقيف الفرد والاسرة ومن ثم الدولة، وتوفير الفرص لمختلف طبقات الناس ومساعدتهم في سبيل بناء المجتمع المثالي، وتأسيس المجتمع المدني على أساس الضوابط الدينية وفق مدرسة الرسول الاكرم (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته الكرام، واحياء معالم الدين وتطبيق المفاهيم الاسلامية كانت من أهم الامور التي سعى اليها المرحوم المقدس الامام السيد محمد الشيرازي رحمه الله.
ثم تحدث الاستاذ عبد الله القريش عن افكار الامام الراحل مستعرضا الاشعار والكتب التي الفت في تعريف الفكر الشيرازي مثل: دراسات في فكر الامام الشيرازي، المجدد الشيرازي الثاني، الامام الشيرازي .. التنوع الانساني المبدع، وغيرها من الكتب والدراسات التي كتبتها اساتذة جامعيين وحوزويين في تعريف الفكر الشيرازي النيير، كما دعى الى مطالعة بعض كتب الامام الشيرازي رحمه الله مثل: فقه السلم والسلام، فقه الاعلام، فقه المال، فقه السياسة، فقه الاقتصاد ، فقه الاجتماع، طريق النجاة، السبيل الى انهاض المسلمين، الى حكومة الف مليون مسلم وغيرها.