طالما حدثتنا الصحافة عن وجود فئة من الناس تسكن في أقاصي الارض، لا تلتذ هذه الفئة الا بلحوم بني جلدتها، فبين فترة واخرى تطالعنا صحيفة او مجلة عن اناس يسكنون في غابات الامازون أو في احراش افريقيا افترسوا أنسانا وقطعوا رأسه واحتفلوا بتوزيع جسده بينهم، فنصاب بالذعر والدهشة لهذا الخبر ونبقى نتحدث عن وحشية هؤلاء الأكلة، ولكن للأسف نتغافل أو نجهل عن وجود فئة اخرى تلتذ بلحوم الآخرين وهي تعيش في وسط مجتمعنا الا أن طريقة أكلها للحوم يختلف عن سابقتها.. لا تندهشوا من هذا الخبر فأنتم لا يخلوا أمركم من حالتين أما من الآكلين أو من المأكولين، لعلكم تبرمتم من قولي فأسمعوا بآذان قلوبكم قوله تعالى (ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً، أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه) فهذا طريقة اخرى لأكل لحوم البشر، فان قال قائل هذه الآية تشير بنحو التمثيل لا بنحو الحقيقة ترد عليه عائشة فتقول (اني قلت لامرأة وانا عند النبي(ص) ان هذه لطويلة الذيل، فقال لي الفظي الفظي فلفظت مضغة لحم) فها هي أم المؤمنين تؤكد قولنا وتتكلم عن نفسها ولا أظن أنها تتقول على نفسها، ثم أردف لكم رواية وردت عن أمير المؤمنين(ع) روي أن اثنين من اصحاب رسول الله(ص) كانا حاضرين في إقامة حد الزنا على شخص فلما رجم هذا الشخص قال رجل منهما لصاحبه هذا أقعص كما يقعص الكلب فمر النبي(ص) معهما بجيفة فقال لهما إنهشا من هذه الجيفة فقالا يا رسول الله ننهش جيفة؟ فقال ما اصبتما من اخيكما أنتن من هذه) وفيما ان النبي(ص) اشرك السامع مع المغتاب، فلا يقول قائل هذه طريقة تربوية لتخويف اهل الغيبة وفي الحقيقة ليس هناك اكل للحم فان هذه الرواية التي يقول النبي (ان النبي(ص) امر الناس بصوم يوم وقال لا يفطرن احد حتى آذن له، فصام الناس حتى اذا امسسوا جعل الرجل يجيء فيقول يا رسول الله ظللت صائماً فاذن لي لأفطر فيأذن.. حتى جاء رجل فقال يا رسول الله فتاتان من أهلي ظلتا صائمتين وانهما تستحيان ان تأتياك فأذن لهما لتفطر فاعرض عنه ثم عاوده فاعرض عنه ثم عاوده فقال انهما لم تصوما وكيف صام من ظل هذا اليوم يأكل لحوم الناس، اذهب فمرهما ان كانتا صائمتين أن تستقيئا فرجع اليهما فاخبرهما فاستقائتا فقاءت كل واحدة حلقة من دم، فرجع الى النبي(ص) فأخبره فقال والذي نفسي بيده لو بقيتا في بطنيهما لاكلتهما النار)

فاذن صارت لدينا فئة اخرى تأكل لحوم البشر وهي من المسلمين فيا للدهشة.