أحمد آباد ـ وكالات الأنباء: انتشر المئات من جنود الجيش الهندي في أنحاء مدينة أحمد آباد بولاية جوجارات الهندية، في محاولة للسيطرة على العنف والصراع الطائفي بين المسلمين والهندوس، الذي تسبب حتى 3/3/2002 في مقتل ما يقرب من 260 شخصاً خلال الأيام الثلاثة من هذا الشهر، من بينهم 50 شخصا اغلبهم من المسلمين. واعترفت الشرطة بانها فتحت النار فقتلت خمسة من مثيري الشغب مع تجدد المعارك والمواجهات العنيفة بين مجموعات من المسلمين والهندوس.

وافاد شهود ان اكثر من الفي شخص شاركوا في المواجهات في حي بابوناجار. وقال احد الشهود في اليوم الثالث من المواجهات بين الهندوس والمسلمين: «انه امر مخيف.. هناك نساء مسلحات».
وتخشى السلطات اتساع رقعة اعمال العنف بين المسلمين والهندوس في بلد طبعت تاريخه موجات عنف دامية بين الطائفتين. ودعت منظمة هندوسية الى اضراب عام احتجاجا على مجزرة ركاب القطار الذي كان ينقل ناشطين من موقع ديني متنازع عليه بين الهندوس والمسلمين في شمال الهند. وسجل وقوع اعمال عنف في 26 مدينة هندية منذ حادث القطار.

ففي بومباي، قالت الشرطة ان ناشطين يوقفون القطارات في المدينة بعد الدعوة الى الاضراب التي وجهها المجلس الهندوسي العالمي.

وادى اعنف هذه الحوادث الى مقتل 18 مسلما بينهم العديد من النساء والاطفال الذين احرقوا احياء في شوارع مدينة احمد آباد.

وكانت الحكومة الهندية قد طلبت من الجيش التدخل عقب قيام الهندوس في انحاء الولاية بأعمال شغب واسعة النطاق في أعقاب الهجوم على القطار، الذي يتهم فيه المسلمون. وأدى الهجوم على القطار، الذي كان يقل العشرات من الركاب الهندوس المؤيدين لحركة فيشوا هندو باريشاد (المجلس الهندوسي العالمي) المتطرف، إلى مقتل 58 شخصا منهم.

وقد زادت الضغوط لنشر قوات الجيش الهندي بعد فشل الشرطة في السيطرة على أعمال العنف اللاحقة لهذا الحادث. وقتل أحد أفراد الشرطة بعد أن تعرض للضرب وأضرمت فيه النار حيا في مصادمات بين 80 من الهندوس والمسلمين في أحد المناطق السكنية في المدينة. وقال شهود عيان ان 30 من العمال المسلمين في مدينة احمد آباد احرقوا وهم احياء على يد مجموعات من الهندوس المتطرفين، وهو ما يرفع عدد القتلى من الجانبين إلى أكثر من 150 شخصا معظمهم من المسلمين. وكان مئات الهندوس قد تظاهروا في شوارع المدينة مطالبين بالانتقام لقتلاهم، وهاجموا المحلات والمطاعم المملوكة لمسلمين واضرموا فيها النار. وقام وزير الدفاع الهندي جورج فرنانديز بزيارة لاحمد آباد لتقييم الموقف، حيث تزداد المخاوف من تصاعد اعمال العنف امس بعد أن دعا ناشطون هندوس إلى القيام باضراب عام. ومن بين ضحايا الهجمات الانتقامية الهندوسية عضو برلماني سابق يدعى احسان جيفري، وقال شهود عيان انه سحب خارج منزله واحرق حيا. وكان مجهولون قد أشعلوا النار في عدة عربات من قطار سابارماتي إكسبرس السريع، الذي كان في طريقه إلى أحمد آباد قادما من مدينة فايز آباد الشمالية، وكان معظم ركابه، وعددهم نحو 3 آلاف، من أعضاء المجلس الهندوسي العالمي. وقالت السلطات الهندية إن الناشطين الهندوس كانوا عائدين من مدينة أيوديا القريبة من فايز آباد بعد أن حضروا اجتماعا للمجلس الهندوسي العالمي قرب موقع تعهد المجلس ببناء معبد هندوسي فيه على أنقاض مسجد بابري القديم. وكان التوتر قد ساد ايوديا منذ قيام الهندوس بهدم مسجد بابري عام 1992 من أجل بناء معبد هندوسي مكانه. وأدى هدم المسجد آنذاك الى اندلاع اعمال عنف في أرجاء الهند أسفرت عن مقتل أكثر من ألفي شخص. وقد ادان القادة السياسيون الهنود الهجوم على القطار، الا انهم دعوا في الوقت نفسه المسؤولين عن المجلس إلى التخلي عن خطط بناء المعبد في ايوديا، لكن المسؤولين عن المجلس تحدوا هذه المناشدة وتعهدوا بالمضي قدما في خطط بناء المعبد. وقد ألغى رئيس الوزراء اتال بيهاري فاجبايي مشاركته في قمة دول الكومنولث باستراليا، ودعا الى التزام الهدوء وانهاء اعمال العنف، حيث يتعرض لضغوط من احزاب المعارضة وعدد من المشاركين في الائتلاف الحاكم لاحتواء قضية بناء المعبد.
واعترفت السلطات الهندية امس بان عدد ضحايا الاضطرابات الطائفية في ولاية جوجارات بغرب الهند تجاوز 200 قتيل بمن فيهم 58 شخصا احترقوا احياء في الهجوم الذي اثار هذه الاضطرابات. وجرت مواجهات عنيفة امس بين الاف المسلمين والهندوس المسلحين بقضبان حديد وباسلحة بيضاء وهراوات في احمد آباد حيث بدأ الجيش الهندي الانتشار اثر مقتل نحو 190 شخصا في اليومين الاخيرين.