جهاد متواصل

العلامة الشيخ باقر شريف القرشي

الاسلام كله معروف. وان جهل الحكم ببعض تشريعاته اناس، وكله مطابق للعقل وإن لم تصل الى كنه العلة، وفي بعض الاحكام، عقول، والاسلام بمجموعه صار سبباً لسعادة المسلمين الأولين، الذين أخذوا الاسلام، كمجموعة سمائية، لا يزاد عليها حرف ولا ينقص منها حرف، واليوم .. تفرقت هذه المجموعة على أيدي أناس مغرضين أو جاهلين، ولذا لا ترى الاسلام مجموعة في قطر او مدينة او فئة، وكيف ينفع اسلام جعل عضيناً؟

كيف توخذ النتيجة من اسلام لم يبق منه إلا أشلاء مبعثرة واوصال مبددة وقطع متناثرة.

لذا.. فالامر بالمعروف (واجباً كان المعروف ام مندوباً) من اهم ما يلزم الآن .. حتى يعود الى الاسلام بهاؤه ورواؤه، وحتى تعود المياه الى مجاريها،

 وتأخذ الامور نصابها وليس الأمر بالمعروف -كما يظن الظانون- هو كلمة عابرة يقولها إنسان لتارك واجب، او رافض مندوب .. فان ذلك لا يبرد غليلاً، ولا يشفى سقيماً، ولا يصلح مجتمعاً، ولا يهدي سبيلاً، وإنما الأمر بالمعروف جهاد متواصل، متصل الحلقات، يحتاج الى أناس، يجعلون من انفسهم آمرين بالمعروف، قوالين بالحق. صارعين بالاسلام، لا يمرون على تارك معروف (من اعتقاد او عبادة او معاملة، او خلق، او فضيلة، أو أدب) إلا جهروا بالحق، ودعوا الى المعروف بمختلف أساليب الدعوة، ضاربين على ما يصيبيهم في هذا السبيل، وحيث يوجد في الامة هكذا أناس، يرجى من الناس الخير وتبشر الأوضاع بالحسن وما ذلك على الله بعزيز.