عبر البنتاغون (في وثيقة حول لزوم استعمال الاسلحة النووية) عن الحاجة لنوع جديد من الاسلحة النووية يكون اقل تاثيرا وكثافة اشعاعية. وقال : ان مثل هذه الاسلحة سيكون الغرض منها تدمير انشاءات تحت الارض، بما فيها مخازن للاسلحة الكيماوية والبيولوجية.

وقد اثار التقرير السري الذي اصدره الكونغرس حول هذه القضية جدلا حاميا وهاما حول الاسلحة الذرية. وعلى غير ما كانت عليه الامور في السنوات الماضية، حيث كان يناقش عدد الرؤوس النووية التي تحتاجها الولايات المتحدة، ويتعلق الجدل الحالي بتحديد الظروف التي يمكن للولايات المتحدة ان تستخدم فيها هذه الاسلحة.
ويقول المراقبون ان البنتاغون عندما يتوجه الى انتاج اسلحة نووية اكثر فعالية، فانه يحول ما كان مستحيلا التفكير فيه من قبل الى شيء قابل للتنفيذ العملي، مما يزيل الحدود بين الاسلحة النووية والتقليدية.
وفي المقابل، تساءل احد المشرعين الروس حول ما اذا كان الاميركيون «قد فقدوا الصلة بالواقع الذي يعيشون فيه».
وقال ايفو دالدر، المتخصص بالسياسة الخارجية في معهد بروكنز: «كان الهدف الاساسي طوال العصر النووي هو منع استخدام الاسلحة النووية. ولكن هذه السياسة قلبت الامر رأسا على عقب وصار الهدف هو استخدام الاسلحة النووية كأداة لخوض الحروب، بدلا عن وسيلة للردع. والان اذا فكر المخططون العسكريون في التعامل مع الخيار النووي فانهم سيواجهون وضعا مدهشا، وهو ان الفرق بين الاسلحة النووية وغير النووية قد محي تماما».
ومن جهته يدعي البنتاغون ان هذا العالم المليء بالاخطار المفاجئة والدول المارقة، يحتاج الى عدد هائل من الخيارات المتوفرة في كل وقت. وهو يصف الاسلحة النووية وغير النووية بأنها «نظم هجومية ضاربة»، يمكن استخدامها منفردة او مجتمعة. وتعتبر هذه الاسلحة عمودا فقريا، للثلاثي الجديد من الموارد الدفاعية ـ الهجومية ـ الصناعية.
تقول وثيقة المراجعة: «الضربة المشتملة على عناصر نووية واخرى غير نووية تصاحبها قوة المفاجأة التي توفر قدرا من المرونة في العمليات العسكرية يجعل من الميسور الحاق هزيمة فادحة بالعدو. الضربات غير النووية يمكن ان تكون مفيدة بوجه خاص في التقليل من الدمار المصاحب ومن احتمالات تصاعد النزاعات. ويمكن استخدام الاسلحة النووية ضد الاهداف التي تقاوم الهجمات غير النووية (مثلا الانفاق العميقة تحت الارض او مستودعات الاسلحة البيولوجية). ويمكن لنظم الاسلحة النووية وغير النووية ان تضرب مقدرات العدو الهجومية محققة هزيمته من جانب، والدفاع عن الولايات المتحدة وحلفائها من الجانب الاخر».
ومع ان الوثيقة ليست خطة بديلة مطروحة للتنفيذ، أي انها ليست اقتراحا عمليا باستخدام الاسلحة النووية، الا انها محاولة لتوجيه القرارات حول دور الاسلحة النووية وتطويرها ونشرها خلال العقد المقبل.

يقول التقرير: «ان مصالح الولايات المتحدة وحلفائها قد لا تتطلب الاستخدام النووي، وقد لا تتطلب الاهداف المحتملة شن هجمات نووية».

ويشير التقرير إلى عملية الحد من التسلح القديمة خلال القرن العشرين بالقول: «تلك العملية لم تعد متوافقة مع مرونة التخطيط والقوات الأميركية المطلوبة الآن».