اكدت وزارة العدل الاميركية صحة التقرير الذي كشفته الاثنين مجلة “انتيلجنس اونلاين” الفرنسية المتخصصة، قال رئيس تحريرها غيوم داسكييه لـ”النهار” ان “في حوزتنا عدداً اضافياً من المعلومات نجري تدقيقاً فيها”، ورأى “تطابقاً مثيراً جداً” بين اماكن اقامة عناصر الشبكة واماكن سكن اعضاء تنظيم “القاعدة” الذين نفذوا او خططوا لهجمات 11 ايلول.

وصرح داسكييه لـ”جريدة النهارالبيروتية(5/3/2002)”: “ان في حوزتنا عدداً اضافياً من المعلومات نجري تدقيقاً فيها، ولكن ما يمكنني قوله الآن ان ثمة تطابقاً جغرافياً مثيراً جداً وخصوصاً بعد ان نضع على خريطة الولايات المتحدة نقاطاً تشير الى اماكن اقامة افراد الشبكة الاسرائيلية، اذ نلاحظ في غالب الحالات انهم كانوا يسكنون في الاحياء والمدن نفسها التي كان يسكن فيها اعضاء “القاعدة” الذين قاموا بعمليات 11 ايلول، وبعض الاحيان لا تبعد المسافة بينهم سوى امتار من مكان اقامة المسؤولين عن المسائل العملانية في تنظيم اسامة بن لادن”.

ونقلت صحيفة “الموند” الفرنسية عن ويل غلاسبي من دائرة العلاقات العامة التابعة لمكتب مكافحة المخدرات في وزارة العدل الاميركية ان التقرير الذي نشر صحيح، لكنه لم يؤكد مضمونه.

ونقلت الصحيفة عن التقرير “ان برامج الامن التابعة لمكتب مكافحة المخدرات في وزارة العدل رصدت منذ كانون الثاني 2001 تقارير عن محاولات طلاب اسرائيليين يتخصصون في الفنون التشكيلية للدخول والتسلل الى مبان عدة تابعة لمكاتبنا. كما اشارت تقارير اخرى الى زيارات لبعض هؤلاء لمنازل موظفي مكتب مكافحة المخدرات (…) وهذه الحوادث طاولت ايضاً مؤسسات حفظ الامن (وخصوصاً الـ”اف. بي. اي”) ووكالات تابعة لوزارة الدفاع”.

وجاء في التقرير المؤلف من 61 صفحة ان المحققين ظنوا في البداية ان وراء هذه التحركات المشبوهة محاولات للتجسس على مكتب المكافحة من المافيا الاسرائيلية، الا “ان سلوك هؤلاء الافراد والمعلومات التي حصلت عليها الاجهزة دلت على الاعتقاد ان هذه الحوادث يمكن ان تشكل نشاطاً منظماً للاستخبارات (…) والنساء الاعضاء في الشبكة الاسرائيلية عادة جذابات جداً وتبلغ اعمارهن نحو 25 سنة (…) ومعظم الذين استجوبوا اقروا بأنهم خدموا في وحدات الاستخبارات العسكرية، او في اجهزة التنصت والاشارات الالكترونية او تدربوا على استخدام المتفجرات (…) ان كل هؤلاء (اي 120 شخصاً) يتجولون في كل انحاء الولايات المتحدة من اجل بيع لوحات زيتية الامر الذي لا يتفق واختصاصهم. وهوليوود في فلوريدا تشكل على ما يبدو نقطة مركزية لهؤلاء.

 وحين يطرقون منازل الموظفين الفيديراليين، يلح بعضهم بالدخول، ويطلب البعض اذناً لاستخدام هاتف الموظفين الفيديراليين (…)”.

كما تضمن التقرير “لائحة بـ125 اسماً لوحق أصحابها او استدعوا او استجوبوا أو وردت خلال التحقيق على غرار مسؤولين عن شركات اسرائيلية لبرامج الكومبيوتر أو لآلات التنصت الهاتفي كشركات أمدوكس ونيس وروتاليكس…”.

ورجحت الصحيفة ان تكون احدى مهمات الشبكة الاسرائيلية مراقبة جماعة “القاعدة” في الولايات المتحدة من دون اعلام السلطات الاميركية. وقالت ان معلومات كشفتها القناة الاميركية “فوكس نيوز” بين 11 كانون الأول 2001 و14 منه عززت الاعتقاد ان اسرائيل لم تبلغ الى واشنطن كل المعلومات التي في حوزتها عن التحضيرات لعمليات 11 أيلول !!!

الا ان مجموعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة شنت حملة على “فوكس نيوز” ما دفع هذه الى سحب الحلقات الأربع من موقعها على الانترنت. وجاء ذلك بعد ورود معلومات عن اعتقال نحو 60 اسرائيلياً اثر 11 ايلول.

والمفارقة هي ان المسؤولين الكبار في اجهزة الاستخبارات الاميركية أعطوا الضوء الأخضر لبث الحلقات التي كانت من اعداد كارل كاميرون.

وتحدثت “الموند” عن معلومات جديدة مفادها ان ستة من “الطلاب” كانوا يمتلكون تلفونات محمولة اشتراها مساعد سابق لقنصل اسرائيل في الولايات المتحدة، واثنان منهم وصلا الى ميامي مباشرة من هامبورغ في المانيا وقاما بزيارة منزل احد عملاء الـ”إف بي آي” وعرضا عليه لوحات ثم ذهبا الى مطار شيكاغو وزارا منزل أحد موظفي وزارة العدل، ثم ركبا الطائرة إلى تورونتو في كندا. وكل ذلك في يوم واحد!

واللافت ان ثلث هؤلاء “الطلاب” تجولوا في 42 مدينة أميركية وأعلنوا جميعهم ان مركز اقامتهم هو هوليوود واثنان منهم فورت لودردايل. ويذكر ان 10 من اصل 19 شخصاً من تنظيم “القاعدة” يعتقد انهم قاموا بعمليات 11 ايلول يسكنون ايضاً في فلوريدا سواء في هوليوود أو دلري بيتش شمال فورت لودردايل.

وتوقفت الصحيفة عند نقطتين يكتنفهما الغموض: أولاً لماذا أعطيت هذه الشبكة الأولوية لمراقبة رجال مكافحة المخدرات والاتصال بهم، وثانياً لماذا استخدم الاسرائيليون واجهة بائعي لوحات فنية؟

ثمة احتمال (والكلام للصحيفة) ان وزارة العدل، وخصوصاً مكتب مكافحة المخدرات، تحقق في قضايا تبييض أموال. وكان أحد أجنحة “القاعدة” يستخدم تبييض الأموال، خصوصاً ان افغانستان كانت المصدر الأول في العالم للأفيون.

وكانت الشبكة على ما يبدو تمتلك لائحة اسمية بـ”الزبائن” وكانت تعرف سلفاً الى أي مكتب أو طبقة أو منزل يمكنها التوجه دونما صعوبات تذكر.