صحيفة الحياة: احدث قرار (الجماعة الاسلامية) التزام مبادرة وقف العمليات المسلحة داخل مصر و خارجها التي اطلقها القادة التاريخيون للتنظيم، ردود فعل واسعة. و اكد المحامي منتصر الزيات: ان القرار صدر باجماع كل قادة الجماعة المقيمين في الخارج بعدما اعتمده مجلس شورى التنظيم الذي يسر اموره. و كان القادة التاريخيون للجماعة اختاروا الزيات ناطقا باسمهم عقب اطلاقهم المبادرة السلمية في تموز (يوليو) 1997. و قال الزيات لـ (الحياة): راهنت كثيرا على سلامة بنية الجماعة التي لا تقبل الشطر او الانقسام.و هو تحد صعب لكن لا ينبغي ان نستنفد جهدنا في الكلام. علينا ان نتطلع الى غد افضل فيه مصلحة للاسلام و المسلمين.

و تعرض الزيات لحملة من بعض الاصوليين المقيمين في الخارج من غير المحسوبين على الجماعة الاسلامية، بسبب دوره في الترويج للمباردة السلمية و محاولة اقناع قادة الجماعة المقيمين في الخارج باستجابتها.

و لم يصدر أي تعليق رسمي من السلطات المصرية على قرار الجماعة الاسلامية لكن مراقبين وصفوا القرار بانه يمثل اهم تحول في مسيرة الجماعة الاسلامية منذ تاسيسها في منتصف السبعينات. و اشار هؤلاء الى ان تفاعلات شديدة كادت تعصف بالتنظيم عقب هجوم الاقصر في تشرين الثاني (نوفمبر) 1997 الذي اسفر عن مقتل 58 سائحا و اربعة مصريين اضافة الى منفذي العملية. اذ عارض العملية بعض قادة التنظيم في الخارج في حين ايدها آخرون. لكن التنظيم عاد في شباط (فبراير) من العام الماضي و اصدر بيانا اكد فيه ان الخلافات خلفت و ان قادة الجماعة حريصون على وحدتها. و جاء في البيان المذكور ان اتجاها الى التعاطي بايجابية مع المبادرة السلمية بدا يسود اوساط قادة الجماعة. غير ان هؤلاء التزموا الصمت فترة طويلة قبل بيانهم اول من امس.

و طوال السنة الماضية و الاشهر الثلاثةالتي مرت من العام الجاري كان من النادر ان تمر جلسة قضية تتعلق بنشاط الجماعة الاسلامية من دون ان يلقي احد المهتمين فيها بيانا يتضمن نداء لقادة الجماعة في الخارج استجابة للمبادرة السلمية.

و راى المراقبون ان طوال الفترة التي استلزمها اعلان موقف رسمي نهائي من قادة التنظيم في الخارج و الذي يقال انهم يديرون العمليات العسكرية باتجاه المبادرة يعكس رغبة قادة الجماعة بتجاوز الخلافات التي تفجرت بسبب تناقض مواقفهم حولها و الحرص على وحدة الجماعة الاسلامية و عدم حدوث انشقاقات داخلها و هو الامر الذي تميزت به الجماعة الاسلامية عن التنظيمات الدينية الاخرى منذ اواسط السبعينات.

و كان البيان الاخير حمل عنوان في عيد التضحية و الفداء.. عهد و وفاء، و جاء فيه (في هذه الايام المباركة الطيبة التي تنزل فيها رحمة الله على عباده المؤمنين تنطلق الجماعة الاسلامية في مصر مستعينة بالله متماسكة متراصة نحو هدفها و غايتها لنصرة هذا الدين مهما كلفها ذلك من تضحيات. ثابتة على منهجها واضحة رؤيتها واعية و مدركة لكل الاعباء الملقاة عل عاتقها.

و بعد ان قدم البيان باسم الجماعة التهنئة للمسلمين في مناسبة عيد الاضحى. اوضح ان التنظيم يؤكد في تلك المناسبة على بعض الامور و هي ان الجماعة لم تنس و لن تنسى شيخها و اميرها الدكتور عمر عبد الرحمن المسجون ظلما في الولايات المتحدة، و انها ستستعى لانقاذه مهما طال الوقت و مهما كلفها ذلك من تضحيات و انها لتدعو المسلمين عموما و اهل العلم خصوصا القيام بدورهم في فك اسر هذا العالم الجليل. و ان الجماعة بكل وحداتها في الداخل و الخارج و استجابة لنداء الدكتور عبد الرحممن تؤكد التزامها بمبادرة وقف العمليات المسلحة التي اطلقها مشايخ الجماعة الافاضل من سجن ليمان طرة، انها تثق ثقة كاملة في انهم ما اطلقوها الا لمصلحة الاسلام و المسلمين، و ان التزام الجماعة هذه المبادرة لا يعني باي شكل من الاشكال تخليها عن ثوابتها التي تحدد معالم طريقها لنصرة هذا الدين الا و هي: الدعوة الى الله عز و جل و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، و الجهاد في سبيل الله ملتزمة في ذلك بالشرع الاسلامي الحنيف كما فهمه علماء الامة الثقات.

و في اشارة الى الانباء التي تحدثت عن وجود خلافات بين بعض قادة التنظيم حدثت بعد عملية الاقصر، اكد البيان (ان الجماعة تبدأ هذه المرحلة من دعوتها و هي متماسكة متراصة مترابطة). و ختم (نسأل الله ان يجعلنا من الذين سنوا سنة حسنة لكل العاملين لنصرة هذا الدين بان اختلاف و جهات النظر لا يؤدي الى التشرذم و التفرقة و لله وحده الفضل و المنة).