شنت الشرطة الصينية حملة اعتقالات واسعة في إقليم سينغيانغ ذي الغالبية المسلمة شمال غرب الصين.

وشملت الاعتقالات 166 شخصاً ممن أسمتهم السلطات بمثيري الشغب والحقيقة أن هؤلاء معظمهم إن لم نقل جميعاً من جماعات البوغور المسلمين، وقد بررت أجهزة الإعلام الرسمية في الصين حملاتها المتكررة ضدهم بأنهم كانوا وراء سلسلة من أعمال العنف التي عصفت بالمنطقة على مدى السنوات العشر الماضية.

وفيما يبدو أن السلطة الصينية أرادت التخلص من الوجود الإسلامي في بلادها أو تقليصه على الأقل، فلجأت إلى ربط الجماعات المسلمة بالإرهاب مستفيدة من تأييدها للحرب التي تقودها أمريكا ضد ما يسمى بالإرهاب في تبرير قمعها للمسلمين الذين قالت أنهم يحلمون بوطن قومي لهم ويقاتلون من أجل الانفصال عن بكين.

ويذكر أن إقليم سينغيانغ، مسرح الأحداث، الذي يقع على الحدود مع أفغانستان وقرغيزستان وكزاخستان وروسيا ومنغوليا وكشمير قد انضم إلى الصين في عام 1884 وتمتع باستقلال فعلي لمدة قصيرة عام 1938 سعى خلاله للحصول على مساعدات من الاتحاد السوفيتي السابق، واستعادت الصين السيطرة على الإقليم عام 1949.

ويرى بعض المحللين السياسيين أن الصين في حملتها ضد المسلمين هذه تؤكد سلبية موقفها من الديانات وعلى رأسها الإسلام وتخشى من أن يقوم فعلاً كيانٌ إسلامي على أرضها أو مجاور لها، وقد اتخذت من الشائعات الإسرائيلية والغربية المناهضة للدين الإسلامي التي راحت تلصق به شتى الاتهامات وآخرها الإرهاب، ذريعة بل وفرصة سانحة للانقضاض على الجماعات المسلمة في إقليم سينغيانغ.