يعيش المسلمون في أنحاء عديدة من أوروبا وأمريكا حالات من الاعتداءات والاضطهاد منذ أحداث الانفجار العاصف بواشنطن ونيويورك، ويتنفسون في جوي عدائي مشحون بالحقد والكراهية والاتهام بالعدوانية والإرهاب.

أكدت ذلك دراسة شاركت بإعدادها منظمات إسلامية في بريطانيا وأظهرت نتائجها ارتفاعاً كبيراً في معدل الاعتداءات ضد المسلمين البريطانيين بحوالي 13 مرة عما في السابق.

وأوضحت هذه الدراسة التي اعتمدت على مقابلات مع 300 باحث ميداني من منظمات إسلامية مختلفة في بريطانيا وجمعتها لجنة حقوق الإنسان الإسلامية أن البريطانيين المسلمين يعيشون أزمة عدم ثقة وتنكيل واعتداء أقله إزعاج هاتفي وتفجيرات، تتزايد حدتها مع مرور الوقت، وأخذت طابعاً أوسع خلال الحملة على أفغانستان وفي أعقاب الاعتقالات الأخيرة للمشتبه بأنهم: (إرهابيون) من البريطانيين المسلمين.

وقد دفع هذا الجو الخائف الذي بينته الدراسة، أحد الصحفيين إلى الكتابة قائلاً: (الناس هنا – بريطانيا – لديهم مفهوم وهو أن أي شخص يوحي شكله بأنه مسلم فهو إرهابي).

ودعا إلى ضرورة (أن يفرق المرء بين فئة قليلة حسبت على الإسلام وبين غالبية المسلمين الذين ليس لهم أية صلة بالاعتداءات التي حصلت في أمريكا).

وذكرت إحدى الصحف البريطانية معلقةً إن: (إسلاموفيا) أي (الخوف من المسلمين).

هي صنف من التحرش والاعتداء الخفيف على المسلمين في أوروبا.

من جانب آخر أكد علماء مسلمون ان من واجب رجال الدين العلماء التداعي إلى وضع تعريف خاص للإرهاب في مواجهة الحملة التي تستهدف إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام الحنيف وشددوا على ضرورة وقفة علماء الإسلام للدفاع عن دينهم وحضارتهم لإزالة كل لبس من تهم وأباطيل يقصد منها تشويه الصورة الناصعة والمشرقة للوجه الإسلامي خاصة وأن إعلاماً جائراً وحملات دعاية إسرائيلية كبيرة تحاول قلب الحقائق وتزويرها وترويج أباطيل وافتراءات من أجل الطعن بالإسلام والمسلمين.

وأضافوا أن أعداء الإسلام في العالم يقتنصون الفرص ليسارعوا بالانقضاض على الأسس القويمة والتعاليم العظيمة التي بشر بها ديننا الحنيف منذ بعثة الرسول الأعظم محمد (صلى الله عليه وآله) وإلى اليوم، بذريعة ما يسمونه بالإرهاب.

ولذا كله يجب أن يقف المسلمون كلهم بمواجهة الاعتداءات على الإسلام والمسلمين مهما كان نوعها وحجمها، وأن يكونوا دائماً على بينةٍ من أمرهم، ومتابعة ما يجري من حولهم وما يحوكه أعداؤهم ضد وجودهم كحملة رسالة سماوية تدعو إلى نشر الخير والسلام بين الناس.