لا يرتجى النمو والتطور لعمل ما -أي كان نوعه- حين يفتقد النقد الواعي أو يرفضه، اذ ان النقد وكما هو معروف عنه يساهم من جهة في امداد العمل بتجارب الآخرين، وفي انضاجه، كما يلفت نظر القائمين على ذلك العمل إلى ما يكتنفه من اخطاء ليأخذ بيدهم نحو تجاوز العثرات التي تقف في طريقه من جهة أخرى. ونحن في صحيفتنا (السلام) نتلقى اللفتات الكريمة من الاخوة القراء والتي ربما غابت عنا، كما اننا نجيب عما يمكن ان يكون قد غفل عنه الناقد في نقده. ان باكورة هذه الانتقادات جاءت عبر رسالة وجهها الاخ الكريم يعقوب صحابي إلى الأمين العام، نوردها هنا بنصها دون التعرض إلى ما جاء فيها من الهفوات ولو كانت لغوية، وذلك حرصاً منا على عدم التعرض لما يردنا من جميع النواحي.
بسم الله الرحمن الرحيم
بعد الحمد والصلاة والسلام على محمد وآله المعصومين…
سماحة الأمين العام لمجلة (السلام) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كانت هناك ملاحظات على مجلتكم الغراء:
الأولى: في عمود الدعاء (اللهم انا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الاسلام وأهله…) لا باس بالإشارة إلى اسم الدعاء واسم الإمام المروي عنه هذا الدعاء وذاك ليعرف القارئ أن مجلتكم تستند إلى أهل البيت عليهم السلام لا أنها مستقلة في الفكر.
الثانية: من الجيد أن توضع الآية المباركة: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة) في الصفحة الأولى تحت أو فوق العنوان.
الثالثة: الاهتمام بالنحو فان الأغلاط النحوية تنزل من المجلة شأنها.
الرابعة: طرح الأفكار الحيوية الأخرى للإسلام في ضمن نظرية اللاعنف كالحرية حيث يقول عز وجل: (لا إكراه في الدين) فان الاستبدادية عملها الإكراه وهو من مظاهر العنف وكالشورى وحقوق الإنسان عند الإسلام وغيره.
الخامسة: اقترح أن يكون عمود (اللاعنف مدرسة اعداد: حسين الشاهرودي) في إحدى العمود الأربعة ليكون مورد نظر الكل.
السادسة: الآيات التي تفسر باللاعنف لا بأس بالإشارة إليها.
اسأل الله عز وجل أن يوفقكم لما يحب ويرضى كما اسأله سبحانه دوام التوفيق لكم بخدمة دين الله المبين.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يعقوب صحابي
نحن بدورنا نتوجه بالشكر الجزيل للاخ يعقوب صحابي الذي يدل ما بعثه الينا على مدى اهتمامه بالصحيفة ومستواها ونقول للأخ الكريم ان تصدر الصحيفة باقوالٍ لنواب اهل البيت هو دليل على انتمائها اضافة إلى العناوين التي ترد بين صفحاتها واما بالنسبة للآية التي اقترحتم ايرادها فنحن ان شاء الله في صدد وضع شعار الصحيفة الذي يحتوي على ما هو قريب مما اردت، اما الاخطاء النحوية فنسأل الله تعالى ان لا تجد له اثراً من الآن فصاعداً، أما الأفكار الحيوية التي تحدثتم عنها في رسالتكم فلا اظن ان عناوين المجلة تتخطى ما ذكرتم بل هذا هو توجهها. وهذه العناوين كثيراً ما يرد فيها الاشارة إلى الآيات التي تفسر باللاعنف وهو ما اقترحتم الاشارة اليه في النقطة السادسة. ونرجو في الختام من الله تعالى ان يوفقكم لكل خير.
