ان هذا الباب افتتحته السلام مؤخراً لتضع بين يدي القارئ الكريم مواقف علمائنا من قضية العنف.

ان صحيفة السلام جعلت من الشريعة الاسلامية وايصال مبادئها الغراء -سليمة- الى العالم كافة هدفاً لها، مع ازالة ما اراد مناؤو الشريعة الاسلامية الصاقه بها من التهم التي من ضمنها ان الدين الاسلامي هو دين العنف وان الاسلام انما انتشر بالسيف ولذا اخذت السلام على عاتقها الوصول الى الهدف المتقدم مستنيرة في كل ذلك بتوجيه العلماء وارائهم الكريمة.

وعليه فلقد قامت السلام بمراسلة مراجعنا العظام اطال الله اعمارهم وادامهم ذخراً للدين واهله بتوجيه الاسئلة التالية اليهم الذكر حول مسألة العنف، ولقد بدأت الردود ترد الينا عنهم حاملة المجمل حيناً، والمفصل حيناً اخر.

لقد وصل الى ايدينا الى الان جواب ثلاثة من مراجعنا الكرام وهم:

– سماحة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي دامت بركاته.

– سماحة آية الله العظمى الشيخ يوسف صانعي دام ظله الوارف.

– سماحة اية الله العظمى الشيخ يحيى النوري ادام الله بقاءه.

ولذا فنحن نضع هذه الاراء الكريمة بين يدي القارئ العزيز تباعاً، مستفتحين

 ذلك برأي سماحة آية الله العظمى  الميرزا جواد التبريزي -حفظه الله- مع نبذة مختصرة عن حياته دام ظله.

يعد سماحة آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي واحداً من الفقهاء الكبار اللذين تصدوا للمرجعية ادامه الله ذخراً لنا.

لقد تقدم الامين العام ل (المسلم الحر) مؤخراً ببعض الاسئلة من خلال رسالة اجاب سماحته على بعضها مشكوراً، ولكي تتم الفائدة لقرائنا الكرام آثرنا أن ننقلها بالنص ثم نليها بذكر الاسئلة الموجهة لسماحته مع اجوبتها:

نص الرسالة

سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي(دام ظله الوارف).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يمر المجتمع الاسلامي والشيعي بشكل خاص في مرحلة حساسة وخطيرة حيث يُتَّهم فيها الدين الاسلامي والمذهب الجعفري بالارهاب والعنف وعدم احترام الرأي الآخر وحرية التعبير. وبما اننا اخذنا على عاتقنا الدفاع عن حريم المذهب الحق والدين الاسلامي الحنيف، ارتأينا طرح بعض الاسئلة إلى سماحتكم حول هذه المواضيع لطبعها في صحيفة (السلام) وإدارجها في صفحة (الأنترنيت) ومن ثم في كتاب (اللاعنف في الاسلام)، يرجى منكم الاجابة ولكم جزيل الشكر. سدد الله خطاكم، ادام الله عزكم وجعلكم ذخراً للاسلام والمسلمين.

سؤال 1: ما هو رأي الاسلام حول العنف؟

بسمه تعالى

اذا كان المراد من العنف الجريمة والاعتداء فهو محرم في الاسلام ونسبته إلى الاسلام ظلمٌ وافتراء. وإن كان المراد من العنف الجزاء على الجريمة فهو حق وعدل واحكام القصاص والحدود متكفلة بذلك، لكن لا ربط لهذا بالعنف ابداً، والله العالم.

سؤال 2: يقول البعض بخروج الامام المهدي(عج) بالسيف، ما هو المراد من السيف وكيف تفسرونه؟

بسمه تعالى

–    يمكن ان يكون المراد بالسيف المعنى الظاهر لهذه الكلمة، وتفسيره بالقوة وأداة القتال يحتاج إلى القرينة وان كان هذا في حد نفسه ممكناً، وكون هذا الزمان زمان التقدم العلمي والآلات التكنولوجية المتطورة لا يكون قرينة على صرف معنى كلمة السيف عن ظاهرها لأننا لا نعلم زمان خروجه (ع) ولا ظروف ذلك الزمان، فلعلّ جميع هذه الوسائل المتطورة تفنى ولا يبقى منها شيء، أو تتعطل عن عملها ولو بمشيئة الله تعالى على نحو الاعجاز بعد ظهوره (ع) كما شاء الله تعالى ان يجعل النار برداً وسلاماً على ابراهيم(ع)، وكما ان السكين مع كونها حادة لم تذبح اسماعيل(ع) وكما في انفلاق البحر لموسى(ع)، وغير ذلك من الموارد التي أظهرها الله تعالى، فإن الله على كل شيء قدير. والله الهادي للصواب