أرسل الله سبحانه الرسل والأنبياء بالكتاب والبينات والمواعظ و.. من ثم بالمجادلة معهم بالتي هي أحسن. ولم يأمرهم بالعُنف إطلاقاً. فالأنبياء حَمَلَة رحمة السماء إلى الأرض، إلى الناس العاديين، وحتى الملوك والجبابرة. هذا هابيل يقول لمن أراد قتله: لئن بسطت إليّ يدك لتقتلني ما أنا بباسط  يديَّ إليك لأقتلك، إني أخاف الله ربّ العالمين. وهذا إبراهيم في دعواه ونوح، ألف سنة إلاّ خمسين عاماً يدعو الناس إلى الله والصراط المستقيم، وموسى ومواقفه مع بني إسرائيل وعدم تجاوبهم معه -ومع كل نبي- ومع فرعون وما جرى بينهم. وعيسى وقضاياه مع معاصريه من طبقات شتى وحتى جمع من الحواريين، والم نر في رسالتهم ودعواهم شيء من العُنف. والإرهاب. وهذا رسول الله(ص) خاتم النبيين وما حدث له من أمور وأذى، حيث قال: «ما أوذي نبيّ مثل ما أوذيت». بدأ دعواه بمائدة دعا فيها أقربائه الذين وقفوا في وجهه ولم يتركوا أمراً مؤذياً إلاّ وفعلوه في حقه(ص) وفي كل دعواه ورسالته، يقول: اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. ولم يذكر التاريخ أنه (ص) عبس في وجه أحد، أو اتخذ موقفاً سلبياً مع أحد، أو ما يُفهم منه العنف اطلاقاً. فالعنف أسلوب اتخذناه في حياتنا لا من الأديان والمبادىء والرسل، إنما هو من عمل الشيطان. ولربما حان الوقت لنسأل عن  أنفسنا: من أين جاء العنف في حياتنا؟ وكيف اتخذناه منهجاً وألبسه بعضنا لباس الدين؟!!