في لقاء له مع احدى الشخصيات المعارضة في البحرين تناول رئيس تحرير صحيفة السلام عدداً من القضايا في الشأن البحريني محورها الاصطلاحات السياسية التي تقوم بها الحكومة في البحرين.

فعن موقف المعارضة من هذه الاصلاحات السياسية كان المعارض واقعيا في تعامله مع هذه الحركة الاصلاحية، فحيث لم يبد تفاؤلاً ازاء هذه الاصلاحات لم يكن متشائماً، فقد كان لديه اكثر من علامة استفهام يعتبر الوقت كفيلاً بالاجابة عنها.

علينا ان نتعامل مع هذه الاصلاحات – الكلام للشخصية المعارضة – بموضوعية تامة، وذلك من خلال قرائتنا لتاريخ البحرين، فمنذ الاستقلال نادى الشيخ علي جد الامير بالأصلاح السياسي، ولكن ما إن تمكن من السيطرة على البلاد حتى تناسى جميع تلك الشعارات الاصلاحية التي رفعها، ثم من بعده رفع الامير الراحل عيسى آل خليفة شعار الاصلاح إبان توليه السلطة في البلاد، وتاريخ الامير الراحل غير خاف عليكم لمعايشتكم إياه، اما اليوم فليس هناك دليل على ان هذه الاصلاحات جدية مئة بالمئة، خاصة ان الامير حمد بن عيسى آل خليفة قد أعطى أمرا لاتمام هذه الاصلاحات يمتد الى عام 2003.

س: ما الذي يخوفكم في الاصلاحات؟

ج: الذي يخوفني الممارسات التي تجري من قبل الحكومة لتغيير الترتيب والنسبة السكانيتين.

فاليوم تجري عملية تجنيس واسعة النطاق، هدفها خطير، ولكن الاغلبية غافلة عنها في غمرة الفرصة بالاصلاح.

نحن لسنا طائفيين، ولكن هل يعقل ان تتم عملية تجنيس غير محسوبة على حسابنا نحن الذين نشكل 85% من السكان، وذلك لتعديل النسبة السكانية؟ ان هذا الامر خطير جداً ولكن ليس هناك من يلتفت اليه.

هذا امر، اما الامر الآخر الذي يخيفني، فهو توجه انظار البعض من شبابنا نحو العلمانيين باعتبارهم نزلوا البلاد وفي جعبتهم مشروعاً جاهزاً، اما الاسلاميين فلا زالوا يرتبون بأوراقهم، وهذا يخوفني من احتواء المشروع العلماني للبعض من ابناءنا.

اذن فمع تغيير النسبة السكانية، واحتواء البعض من قبل الجانب العلماني، لم يكن لنا مشاركة في الواقع السياسي في البلاد إلا من خلال اطروحات الطرف المقابل.

س: هل هذا ما يقلقكم فقط؟

ج: كلا، ما يخوفني اكثر هو غفلة الناس، ان الحكومة اليوم تفاجىء الناس يومياً بأمر، ولكما احست منهم خفوت فرصة الاصلاحات، والعودة، فمرة زيادة في الرواتب، وأخرى اجراء دورات للعاطلين عن العمل بما يتناسب وقدرة كل شخص، وصرف راتب شهري قد 70 ديناراً لكل واحد منهم لحين توفي العمل المناسب له، الى غير ذلك، فتجد الناس يعيشون في غمرة هذه الامور فلم يخرجوا منها الى الآن وأنا اخشى ان تمتد هذه السياسة – التي اخاف كونها مخططة – الى حين انتهاء المدة الممنوحة للاصلاح وهي عام 2003، فيكون حينها قد مر ما لا يمكن تداركه، مما ذكرته آنفاً.

س: ألا ترون ان هناك فارقاً بين الامير حمد بن عيسى آل خليفة ومن سبقه، باعتبار ان من سبقه كان في مرحلة تأسيس، وهذا تسلم أمراً قائماً؟

ج: يمكن!