في ضوء الوضع المتدني الذي يسود العالم يتبين لكل ذي لب بأن قضايا الأمم العالقة يتوقف حلها على مقدار ما تملكه تلك الأمم م قوة. إذ أن المنطق السائد ــ وهذا ما يبعث على الأسف ــ في أعتاب القرن الحادي والعشرين هو منطق القوة.

ونحن أمة العرب كما غيرنا من الأمم لدينا قضايا عالقة فرضتها علينا الثروة التي منَّ الله بها علينا، ولكن تعتبـر أم قضايانا ــ وكما هو معلوم ــ القضية الفلسطينية.

ثم أنا نرتبط مع القضية الفلسطينية بأكثر من رابطة، فرابطة من جهة الدين، وأخرى من جهة القومية، وهذا يستلزم منا صلابة في الموقف تجاهها ــ يجب أن يتصف بالوحدة لا أن تتركز الصلابة في بعض دون الآخر. وإلا فستضيع قوة وصلابة ذلك الصلب في ضعفنا كما هو حاصل الآن بالفعل.

ومن حكمة الباري جل وعلا أن يكون ذو الموقف الصلب في القضايا المصيرية يفتقد الثروة التي تدعم قوته وصلابته في حين يغرق المتذبذب في أسبابها لا يدري أنَّى يبعثرها وكيف.

إن هذه الثروة لم تكن مصدر قوة لنا يوماً، بل على العكس من ذلك إذ غدت اليوم سلاحاً ضدنا. فها هي واشنطن تلوح باستخدام مخزونها الاستراتيجي كيما تبقي أسعار النفط متدنية.

عليه أقول ما ضر دولنا لو وضعت جزءاً من مقدراتها تحت عنوان الملكية الجماعية، أو كصندوق ثابت لدعم مواقف تلك الأكف الصلبة في جانب الحق، والتي يرجى منها أن توجد حلاً ــ عن طريق ما نملك من مصادر القوة ــ لقضايانا الرئيسية.

فيكون ما منَّ الله به علينا سلاحاً لنا لا ضدنا  

البصري