انا لله وانا اليه راجعون
تلقت الامة الاسلامية نبأ وفات اللاعنفي الاول المرجع الديني الاعلي الامام السيد محمد الشيرازي ( قدس سره الشريف ) في ظروف سياسية غامضة حيث كانت منشغلة بالقضييتين الاْسلاميتيين : الفلسطينية و لافغانية، و ما يترتب عليهما من آثار دمار و قتل و تشريد للمسلمين الابرياء .
افتقد المجتمع الاسلامي و السياسي رائد نظرية اللاعنف والسلم الاهلي و العيش المشترك، و قائد الصحوة الاسلامية المسالمة . فقد كان الامام الراحل مؤسس حالة اللاعنف بعد الثورة الايرانية المباركة والمتحمل الوحيد لعبئ المسئولية في الحركة الاصلاحية التي ادت الي تغيير منهجي في السياسية الايرانية الفعلية.
و كان ( رحمه الله ) اول من تصدى لمواجهة المتشددين في الطرح الاسلامي السياسي و عقد المئات من الندوات مع الشخصيات العلمية
الشيعية حتي اقنعهم بالرؤية الاسلاميه السلمية . كما بذل جل جهده مع الحركات السياسية في الشرق الاوسط و دول شرق آسيا و القارة الافريقية و… ، ليقنعهم بنبذ العنف و الاهتمام بالعمل السياسي السلمي لاحقاق الحقوق المشروعة .
كما كان يحث الهيئات الحسينيه والمراكز الدينية على مواكبة التطور العلمي في سبيل التبليغ الديني و نشر المعارف الاسلامية، و قد وضع مسئلة احياء الشعائر الحسينيه في الاولوية ، بعد ما واجهتها نعرات استعمارية خبيثة.
تفتقد الامة الاسلامية من بذل جل جهده للتصدي الفكري و العملي لجرثومة الاستبداد و سياستي الاستعمار و الاستحمار، و جند طاقاته في سبيل انتشار الصحوة الاسلامية و الفكر السلمي في مختلف انحاء العالم.
فقد كان رحمه الله للحركات الاسلامية و الاصولية معلما و مرشدا و باذلا مهجته دونهم ، حتي آخر لحظة من حياتة ، و هو يحاورهم و يهديهم الي الطريق السلمي .
و اليوم ، اذ نعزي ولي امر المسلمين القائم بالقسط الامام الغائب المهدي المنتطر(عجل الله تعالى فرجه الشريف) بهذا المصاب الجلل، نتعهد للمقدس الراحل بالوفاء على ما عاهدناه من الاستمرار في الدعوة الى اللاعنف و العمل به من دون وقفة مستلهمين بذلك من افكار المرجع الديني الكبير المحقق آية الله العظمي الامام السيد صادق الحسيني الشيرازي ( دام ظله ) .
كما و نبذل كل ما في وسعنا لاظهار ما تغيب من تعاليم الاسلام كالحرية ، و الشورى، و التعددية ، و الاخوة الاسلامية، و الامة الواحدة ، و سد ثغور المسلمين حتى ظهور الفرج . ان الفرج قريب انشاء الله