بعد مرور ستين عاما على الغارة التي شنها الجيش الياباني على ميناء بيل هاربر الأميركي في السابع من ديسمبر/ كانون الأول 1941م، هزت سلسلة من التفجيرات في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001م مركز التجارة العالمي بنيويورك ووزارتي الدفاع والخارجية بواشنطن، كما تحطمت طائرة ركاب في بنسلفانيا، أدى كل ذلك لانهيار برجي مركز التجارة وجزء من مبنى وزارة الدفاع وأعداد كبيرة من القتلى والمفقودين وخسائر مادية تقدر بمليارات الدولارات.
ورغم أن الإدارة الأميركية من خلال تحقيقاتها لم تتمكن من تقديم أدلة قاطعة تثبت فيها ضلوع جهة محددة في الهجوم ولكنها وجهت أصابع الاتهام إلى بعض الدول والجماعات العربية والإسلامية وأسامة بن لادن واتباعه واستبعدت أطرافا أخرى من المحتمل ضلوعها في الهجوم. وبدأت بحشد الموقف العالمي لتأييدها في إجراء تحالف دولي ضد ما تسميه بـ “الإرهاب” والاستعداد للرد العسكري دون النظر إلى ما سيخلفه هذا الرد من خسائر بشرية واقتصادية وما يمثله من انتهاك للسيادة والاستقرار.
فلماذا تستهدف كل هذه الأحداث الولايات المتحدة الأميركية بالذات دون سائر الدول الكبرى في العالم؟ وكيف نجحت في أن تثير ضدها كل هذه الموجات من الغضب المكتوم؟
هل ستدفع هذه الأزمة صانع القرار الأميركي إلى إعادة النظر في سياسته الخارجية تجاه العالم والتنازل عن سياسة “القطب الأوحد”؟
وهل ستكون الحرب التي تقودها الولايات المتحدة حربا حقيقية ضد الإرهاب أم حربا بين الحضارتين الغربية والإسلامية؟ 

نقلا عن موقع الجزيرة نت