القاهرة: أحمد عبد الله. الشرق الاوسط
كشفت دراسة اعدها حديثاً الباحث احمد توفيق الشريف مدير المركز الاسلامي العالمي للدعوة والاغاثة عن ان الصهيونية العالمية استطاعت في الآونة الأخيرة اقناع العالم بالارتباط بين اليهودية القديمة وأرض فلسطين، وابراز العلاقة الروحية التي تجذب اليهود في العالم لهذه الأرض، والادعاء بأن الطقوس الدينية والعبادات والصلوات تتركز كلها في فلسطين، والزعم بأن عبادة الله لا تتم الا في الهيكل المقدس، ويزعم الصهاينة ان هذا الهيكل يقع اسفل المسجد الأقصى، وانه لا يصح اقامته في غير مكانه، وبالتالي لا بد من هدم المسجد الأقصى من اجل اقامته.
وتؤكد الدراسة التي حملت عنوان «المنظمات اليهودية المعنية بعدم المسجد الأقصى» ان سلطات الاحتلال الاسرائيلي شرعت منذ احتلال القدس في عام 1967 في حفر الانفاق والحفريات تحت الأقصى حتى تتصدع جدرانه وينهار، وقامت بهدم وازالة جميع المباني الاسلامية من معاهد ومساجد واحياء وزوايا واسواق ومقابر موجودة بجوار المسجد بما في ذلك ساحة وحائط البراق الذي يدعي الصهاينة انه من اجزاء الهيكل ويسمونه «حائط المبكى».
واشار الباحث الى انه منذ الاحتلال الاسرائيلي لأراضي الضفة الغربية والقدس نشط المتدينون من المستوطنين وغيرهم في تشكيل منظمات إرهابية متطرفة بمساعدة السلطات الاسرائيلية والجيش الاسرائيلي تعمل على تخريب الحرم القدسي وازالته واقامة هيكل سليمان على انقاضه تنفيذا للأيديولوجية الصهيونية العنصرية، وتضم حركات اليمين المتطرف وبقايا عصاباتها التي واصلت نشاطها منذ عام 1948 ومنظمات اليمين المتطرف الوافدة والاحزاب والحركات الدينية المتطرفة، التي شكلت تيارا زاوج بين التطرف السياسي اليميني والتطرف الديني، ويقوده هوس العداء للعرب وهيستريا الاستيطان، بالاضافة الى المنظمات التي رسخت جهودها ودربت أفرادها على تخريب المسجد الأقصى واحراقه.
وتعرض الدراسة لهذه المنظمات التي وصل عددها الى 18 منظمة منها جماعة جوش ايمونيم وتطلق على نفسها حركة التجديد الصهيوني، تأسست في عام 1974 وهي حركة دينية متطرفة تسعى للاستيطان في الضفة وغزة، وتعمل على اقامة الهيكل على انقاض الأقصى، وتؤمن بالعنف وسيلة لتحقيق اهدافها، معظم اعضائها من طلاب المعاهد الدينية، وتضم هذه الجماعة عددا من الحاخامات وهي تمزج الايمان بالعمل العنيف، وتخلط الدين بالسياسة، وشعارها الاستيطان في كل أرض اسرائيل، وتدعو الى طرد العرب بالقوة، وتحظى بدعم الحكومة والأحزاب الاسرائيلية، أيضا هناك حركة حي في كيام وأغلب أعضائها من ضباط الوحدات الخاصة وقد وضعت هذه الحركة أكثر من خطة لتفجير الأقصى وشعارها أبدية اسرائيل، أما حركة هتحيا فهي سياسية يمينية تتبنى توجهات غير دينية وتعد من أكثر الحركات الإرهابية تطرفا وعنصرية تأسست في عام 1979 ولديها مجموعة أعدتها للسيطرة على منطقة المسجد الأقصى وتؤمن هذه الجماعة باسرائىل من النيل الى الفرات، أما جماعة أمناء الهيكل فقد انشئت في عام 1983 وتسعى الى تهويد منطقة المسجد الأقصى واعادة بناء الهيكل وتقيم صلاتها في ساحة منطقة البراق.
وهناك حركة كاخ وهي حركة يمينية متطرفة أسست عام 1972 تتبنى الاساطير التلمودية الداعية لطرد العرب الفلسطينيين بالقوة، ويتركز نشاطها في القدس وتنتهج العمل العلني والسري، اما حركة ناحي فأعضاؤها متدربون على القتال الفردي والالتحام واستخدام الأسلحة الخفيفة في معسكر خاص بالحركة في الولايات المتحدة، اما مجموعة حشموتائيم فتنتهج العنف اسلوبا لتحقيق اهدافها، ومنها طرد العرب جملة من القدس كلها، وقامت بمحاولة لتفجير قبة الصخرة عام 1982، اما منظمة بيتار فتؤدي الصلوات اليهودية بساحة المسجد الأقصى، ايضا هناك حركة تسوميت ومنظمة سيودي تسبون ومؤسسة هيكل القدس وتضم في مجلس ادارتها خمسة من النصارى الانجيليين منهم الفيزيائي الأميركي لاجرت دولفين الذي حاول التحليق فوق الأقصى وقبة الصخرة لتصويرها بأشعة «اكس» للكشف عن موضع الهيكل أسفل الأقصى.
ومن المنظمات الاخرى التي تتبنى اهدافا شبيهة منظمة يشفات اتريت كوحائيم وحركة اعادة التاج لما كان عليه التي تسعى للاستيلاء على أراضي الحي الاسلامي في القدس، ومجموعة آل هارهاشم وحركة الاستيلاء على الأقصى وحركة أمناه وعصابة لفتا التي حاولت اكثر من مرة نسف الأقصى وتفجير قبة الصخرة، وهناك أيضا تنظيم سري داخل الجيش حاول قصف الأقصى من الجو بسلاح الجو الاسرائيلي لازالته من الوجود.