قال أحد الشعراء في معرض نقده للصدامات التي تحصل بين بني البشر الذين يفترض  أن يعيشوا متعاونين على سطح هذه الأرض :

يعاف الذئب يأكل لحم ذئبٍ                ويأكل بعضنا بعضاً عيانا

   هذا الشاعر لم يقصد ـ بالتأكيد ـ أن البشر يأكل بعضهم بعضاً حقيقة ، وإنما عبر مجازاً عن المشاكل الاجتماعية ، والتصادمات بأكل البشر بعضهم لبعض ، أما اليوم فيبدو أن قول الشاعر يمكن أن يتجاوز به حدود المجاز ليحمل على الحقيقة بلا ريب ، فقد تحقق أكل البشر للحم البشر حقيقة لا مجازاً ، وعلى البقعة التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان .

    ففي الولايات المتحدة الأمريكية افتتحت شركة أمريكية أغرب موقع لها على صفحة شبكة الاتصالات العالمية   ( الإنترنت ) وذلك لترويج تجارتها الغريبة الطور بعد أن زاد الإقبال عليها بدرجة كبيرة من قبل الطبقات الراقية ، ونجوم السينما في هوليوود ، فما هو نوع هذه التجارة يا ترى ؟

    إن هذه الشركة ـ Manbeef International  ـ التي تأسست عام 1982 تتاجر بلحوم البشر ، وبأثمان باهظة .

    في موقعها على الإنترنت وضعت الشركة المذكورة قائمة بأسعار منتجاتها من لحوم البشر التي تجهز وفق رغبة الزبون الذي يعبر عنها برسالة إلى الموقع عبر البريد الإلكتروني والتي يحدد فيها طريقة دفع الثمن ، كما يحدد رغبته في الشحنة المطلوبة مجمدة ، أو مطهوة  بالطريقة التي يريد .

    رئيس الشركة جوزيف كريستوفرسون أكد أن شركته تعتمد على مجموعة محددة ومنتقاة للغاية من الزبائن والعملاء ، ولكن الطلب المتزايد على منتجاتها التي توزع في أكثر من ( 15 ) دولة اضطرها إلى توسيع خدماتها عن طريق الإنترنت وذلك تلبية لطلبات الزبائن المتزايدة .

    وفي رسالته التي وجهها رئيس الشركة التي تتخذ من حي بنغهامتون ـ ولاية نيويورك ـ مقراً لها ، أكد كريستوفرسون لزوار الموقع أن شركة مان بيف انترناشيونال تراعي الأمور القانونية والبيئية في الولايات المتحدة الأمريكية حيث تتوافق مع القانون الأمريكي بنسبة مئة بالمئة ، وذلك نظراً لقيامها بشراء الجثث من قبل أصحابها ، ومن دون ممارسة أية ضغوط ، لقاء دفع مبالغ مالية كبيرة ، بالإضافة إلى اعتمادها كادر طبي رفيع المستوى يقوم بفحص الجثث بعناية فائقة وتحليلها قبل استخدام لحومها للاستهلاك البشري !

    هذا بالإضافة إلى أن الجثث التي يتم قبولها لا يجب أن تزيد أعمار أصحابها على أربعين عاماً .

    فلو كان الشاعر المتقدم موجوداً اليوم ، ماذا بإمكانه القول إزاء هذه المهازل ؟