تسعى الغالبية العظمى من الدول حثيثاً لدولة من الدول التي تعمل فيها، وإذا حصل ذلك فإنه خطوة تستحق التحية والتعاطف والشكر والرد عليه بمثله إن لم يكن بأحسن منه، وهو ما حدث من قبل الجماعة الإسلامية في جمهورية مصر العربية. ولكن هذه البادرة ـ التي كلفت هذه الجماعة تفككاً واضطراباً ملحوظين ـ لم تكن قد قوبلت بما كان يتوقع أن تقابل به من قبل الحكومة التي تعاملت مع المبادرة بلا أبالية ملحوظة، علاوة على أن الرأي العام هناك لم تجد أصداء هذه البادرة قد انعكست عليه.

ولذا أحس قادة هذه الجماعة بالخيبة والخذلان عوضاً عن أن يقابلوا بالتشجيع والشكر، وقد أدى هذا التجاهل إلى محاولات ودعوات من قبل قادة الجماعة في قرارها بوقف أعمال العنف في مصر.

نحن نتسائل، من المسؤول عن القرار المعاكس للبادرة فيما لو اتخذ وعاد سبح العنف ليخيم على أرض مصر فيشيع القلق، والفوضى بعد أن تخلصت البلاد منهما منذ تلك البادرة؟.