هناك روايات كثيرة عن رسول الله (ص) وأهل بيته الطيبين (ع) تقول: يسِّروا ولا تعسِّروا. وان الله يحب اليسر ولا يحب العسر و…

 جاءت هذه الاحاديث لتذكر الانسان بوجود حالات رحمانية وشيطانية كامنة في نفسه، ولأن الانسان انفعالي عجول ويحب نفسه أكثر من غيره، لذلك أخضعه الى موجود قوي أخذ موقعه في ادارة الجسم وهو العقل والارادة.

فالانسان يطغى  اذا رأى نفسه استغنى، وانه لا ينصف الناس من نفسه وكثير من الحالات المرتكزة في وجوده بحاجة الى ارشاد فكري يحدد من تطوير الافكار الشيطانية في الجسم المادي، ولذلك جاءت الاحاديث المرشدة الى الصلاح لتقول له:

ان الله لا يرحم من عباده إلا الرحماء. وان الله يعذب يوم القيامة الذي يعذبون الناس في الدنيا.

وقد يرى المتتبع في المجتمع اُناس يحبون العسر للآخرين واليسر لهم والعكس قليل ونادر حتى أصبح من الشواذ. واليه اشار الاسلام وأصر في الكثير من المتون القرآنية والسيرة العطرة.

فالعسر مطابق للنفس الامارة بالسوء، والعمل باليسر لا يمكن إلا بعد جهاد مرير مع النفس ولا يلقاها إلا ذو حظ عظيم…

والجهاد مع العدو هو الجهاد الاصغر في الوقت الذي يُعبّر عن الجهاد مع النفس بالجهاد الاكبر،لأن مجاهدة النفس لا يتوقف فيه كل من اراد ذلك إلا بعد تحمل المشاق والصعاب وسهر الليالي والصوم في النار والتعبّد له سبحانه وتعالى.

والمجاهدة لا تحصل إلا بعد التزكية ولا تزكية مع الصفات الرذيلة الكامنة في زوايا وجود الانسان المطيع لهواه. فالجهاد مع النفس من معالي الامور وأشرافها واتباع الهوى من السفاسف.

وفي الحديث المروي عن الرسول (ص): ان الله يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفاسفها.