بقلم الباحث العلمي في جامعة دمشق

 كلية الصحافة الاستاذ  هيثم المولي

يعد الإمام محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) الداعية الإسلامي الوحيد في عالمنا المعاصر وأحد أبرز رجالات القرن العشرين طرحاً وتصدياً لمفهوم اللاعنف بكل مجالاته العملية والتطبيقية والفكرية وكان قد طرحه كإطار مرجعي فكري إذ هو بعداً نفسياً وروحياً واجتماعياً في جميع التعاملات الإنسانية، ويؤكد دائماً بأن مبدأ اللاعنف يحتاج إلى نفس قوية جداً تتلقى الصدمة بكل رحابة فالإمام الشيرازي (قدس سره) يرى أن النفس البشرية تمتلك الخصائص النوعية لتدعيم السلوك الإنساني من خلال قوة التطبع بطابع السلم والمسالمة، فاتجاهات التطبيع الاجتماعي والنفسي والأساليب الموصوفة تتشابه تشابهاً كبيراً في التربية وفي المجتمع الواحد والتنشئة الاجتماعية وهذه الآراء تتلاقى مع آراء علم النفس الاجتماعي.

والعنف كتعريف سياسي أو بمعناه الأولي التسبب بأضرار للآخرين، بالقتل والتشويه أو الجرح ويمكن توسيع معنى المصطلح إلى التهديد بهذه الأفعال والى كل ما يضر معنوياً أو جسدياً بل يمكن أن يشمل تدمير الممتلكات، وقد أحتد بعض الكتاب السياسيين بمفهوم العنف إلى نتائج الأنظمة السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية القمعية التي تضر بالأشخاص الذين تحكمهم.

ويمكن أن نميز شكلين للعنف، العنف كأداة والعنف كتعبير، فالمرء يسعى باستعماله العنف كأداة، إلى بلوغ أهداف نوعية بإيقاعه أضراراً أو بأن يكون له دور الردع.

أما العنف كتعبير فردي أو جماعي، فهو غاية في ذاته، وما يحكم عليه ليس نتائجه النوعية بقدر ما هو البطولة الناجمة عنه.

كما أن بعض الأيديولوجيات تعد العمل العنيف جيداً وصفياً.

ولا بد من طرح مسألة ربط العنف بالحكم، أي أن بعض الكتاب يربطون العنف بممارسة الحكم أي الدولة تمارس العنف بشكل منظم الذي هو نظام اجتماعي وسياسي كامل ويدخل في سياق هذا الموضوع تعريف العدوان بأنه كل فعل يتسم بالعداء تجاه الموضوع أو الذات ويهدف للهدم والتدمير نقيضاً للحياة في متصل من البسيط إلى المركب وعلى النقيض الكامل من مصطلح أو مفهوم العنف نتعرف على مبدأ اللاعنف، أو ما يسمى أحياناً بالعصيان المدني أو أحياناً أخرى الدفاع السلبي أو مبدأ المسالمة.

ويتحقق العصيان المدني عن طريق العمل المباشر من خلال الاحتجاج أو الضغط السياسي.

ويعرفه الإمام الشيرازي (قدس سره) اللاعنف بقوله:

هو الطريقة التي يعالج بها الإنسان الأشياء سواء كان بناءاً أو هداماً بكل لين ورفق حتى لا يتأذى أحد من العلاج وقد عرفته الموسوعة السياسية بأنه سلوك سياسي لا يمكن فضله عن القدرة الداخلية والروحية في التحكم بالذات وهي المعرفة الصارمة والعميقة للنفس.

وقد عرفها غاندي في قصة تجاربي مع الحقيقة:

وأطلق عليها أسم (ساداغراها)

ساد: تعني الحقيقة

أغراها: الثبات:

وقد كتب غاندي بعد نضال دام ثماني سنوات من النضال (اللاعنف) حين يتأمل المرء في التباين الأليم القائم بين النهاية السعيدة التي إليها النضال (السايتاغراها) أي اللاعنف وحالة الهنود الحاضرة في جنوب أفريقية يقع في روعه، لحظة، إن كل ما قاسوه من آلام ذهب أدراج الرياح، أو ينزع إلى الشك في فعالية اللاعنف كحل لمشكلات الجنس البشري.

فلننظر، ههنا في هذه النقطة نظراً سريعاً. إن ثمة ناموساً من نواميس الطبيعة يقول بأن في الإمكان الاحتفاظ بشيء من بالوسيلة نفسها التي اكتسب به، فالشيء المكتسب بالعنف لا سبيل إلى الاحتفاظ به إلا بالعنف. في حين أي الشيء المكتسب بالحق لا سبيل إلى الاحتفاظ به إلا بالحق وهكذا.

وقد حدد سماحة الإمام خصائص نوعية لتعريف اللاعنف من خلال تقسيماته التالية:

1- اللاعنف الملكي.. أي تكوين النفس، بحيث تظهر على الجوارح

2- اللاعنف القسري الخارجي..

أي أن الضعف أوجب ذلك فإن الضعيف – عادة – يلجأ إلى اللاعنف للوصول إلى هدفه.

3- اللاعنف القسري العقلاني..

أي أن يرجح اللاعنف على العنف من باب الأهم والمهم وهو قادر على العنف، لا كسابقه، عن ضميره وإنما يرجحه حيث أنه يراه طريقاً للوصول إلى هدفه.

أي أن تدعيم الخصائص النوعية لمبدأ اللاعنف التي أعدها الإمام الشيرازي (قدس سره) قامت في أحد أنماطها الثلاثة على مبدأ اللاعنف القسري العقلاني وفقاً للقاعدة الفقهية التالية، وهي أن يرجح اللاعنف من باب الأهم والمهم وهو قادر على العنف، ولكنه يرفضه.

إن مبدأ اللاعنف في فكر السيد الإمام محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) يأخذ منحى التطبيق الواقعي، وهو يعتمد في ذلك على الرؤية الإسلامية الواضحة حيث يقول: (السلام هو الأصل، والعنف خلال الأصل، وعلى الذين يريدون تطبيق الإسلام أن يتحلوا بملكة السلام واللاعنف)

وهو غاية ووسيلة فهو يوقض كافة أنواع العنف وينطلق من التاريخ والسيرة والتجربة والنصوص الشرعية لتثبيت هذا المبدأ ويرى أن الرسول الأكرم (ص) والأئمة (عليهم السلام) هم القدوة الحسنة في ذلك المبدأ ويرى أن الإسلام شعاره السلام والإسلام دين السلام (يا أيها الذين آمنوا أدخلوا في السلم كافة)

ولذا فإنه يقرر بأننا يجب علينا الالتزام بهذا المبدأ ومن خلال دراسته لهذا يثبت أن:

– السلام أحمد عاقبة.

– السلام دائماً.

– السلام: سنة الأنبياء والأئمة (عليهم السلام)

– السلام: ضمانة بقاء المبدأ

وعندما يأتي الإمام الشيرازي لدراسة فكرة الحرب في كتاب الاجتماع فإنه يرى أن الحرب حالة استثنائية في الإسلام، كأجراء العملية الجراحية وإلا فاللازم عند الخلاف تحكيم الحوار، الرضوخ للحق، ولذا فإنه يرى أن تعامل الدولة الإسلامية في سياستها الخارجية يجب أن يكون على أساس السلام، فهي تسعى إلى وقف سياق التسلح وإنهاء الانقلابات العسكرية ونشر العدالة الاجتماعية، والدعوة إلى الفضيلة الإنسانية والخلاصة أن تكون رائدة في السلام.

كما يرى الإمام الشيرازي أن الحركة الناجحة هي التي تأخذ بسبل السلام وذلك من خلال التالي:

1- يجب أن يتصف القائمون بالحركة بالسلام، تفكيراً وقولاً وعملاً مع الأعداء والأصدقاء.

2- الأخذ بالتعامل السلمي مع أعضاء الحركة.. وذلك يعني أن الأعضاء يجب أن يكونوا على وفاق تام لا أن تكون بينهم خلافات أو منازعات أو ما أشبه.

3- يجب أن يربي القادة أفراد الحركة على السلام لساناً، فكراً، تأليفاً، عملاً.

4- الواجب أن تراعي الحركة الإسلامية العالمية السلام مراعاة دقيقة في شؤونها قبل الحركة وبعد الحركة حين النصر وإقامة الدولة الإسلامية التامة وإن تحقيق السلام داخل الحركة الإسلامية في نظر الإمام الشيرازي لا يتم إلا من خلال أمرين رئيسين هما:

1- فتح المجال للأجنحة الحرة والقوى المتكافئة والجماعات المختلفة ذات الاتجاهات المتعددة وإن كان الإطار واحداً وهو الحركة الجماهيرية الإسلامية لكن الأذواق مختلفة بطبيعة الحال.

2- الانتخابات الحرة في داخل الحركة كل سنة أو سنتين أو ما أشبه – حسب قرار الأكثرية – وعلامة حرية الانتخابات التغيير الشامل من القمة إلى القاعدة لا أن تكون الانتخابات مزيفة كما اعتادته بعض الدول وبعض الأحزاب.

فالسلام والعنف في رؤية السيد الشيرازي مشروع يجب أن يسود في الحياة الشاملة بدءاً من الإنسان الفرد إلى العائلة إلى المجتمع إلى الحركات والأحزاب والتجمعات… إلى الدول حتى يصل إلى السلام العالمي والشامل.

ولذا فإننا نراه في كتابه (الصياغة الجديدة)

يبشر بعالم جديد قائم على الأمان والحرية والرفاه والسلام

وقد كتب غاندي في تجاربي مع الحقيقة:

إن اللاعنف سلاح لا يضارع ولا يقوم بمال وإن أولئك الذين يصطنعونه لن يعرفوا الخيبة أو الهزيمة.

ومن دعوته على إتباع أسلوب اللاعنف في الممارسات السياسية والوطنية وحتى الشخصية هي تربية أخلاقية وقيمة روحية يتربى عليها الفرد في البيت والمدرسة وغيرها.

وهذه الأفكار التي نادى بها غاندي وتجاربه مع الحقيقة التي تتضمن تجربته مع اللاعنف وغيرها من مبادئ السلوك التي يعتقد أنها منفصلة عن الحقيقة أما بالنسبة له فالحقيقة هي المبدأ السيد الذي يشمل مبادئ أخرى عديدة، وهذه الحقيقة ليست هي الصدق في الكلمة فحسب ولكنها الصدق في الفكر أيضاً.

وليست هي الحقيقة النسبية كما نتصورها فحسب بل الحقيقة المطلقة المبدأ الأزلي يعني الله أيضاً، ويوماً بعد يوم يتعاظم إيماني بأن الله وحده هو حقيقي ولك سواه غير حقيقي فليدرك أولئك الذين يرغبون في ذلك كيف نما هذا الإيمان في نفسي.

وكان غاندي قد تبنا النزعة السلمية: وهي المعتقد الذي يقول أن كل الحروب سيئة مهما كانت قيمة القضية التي يقاتل المرء من أجلها ومهما يكن التهديد الذي يتعرض له المرء، وغالباً حاله جذور دينية وإنسانية، والنزاعات السلمية لها أصول في التاريخ السياسي الأوربي والعربي، وهذه الحركات السلمية ترتكز في انطلاقها على الفكرة القائلة أن التقدم الاقتصادي ونمو العقل بالتربية سيسمحان باستبعاد الحرب وقوتها التدميرية والوحشية نهائياً.

وكان الكاتب الروسي ليون تولستوي قد ركز على الممارسات اللاعنيفة في رواياته المختلفة، وذوات النزعة السلمية يرفضون استعمال العنف على المستوى الشخصي سواء كان ذلك كعقاب أم كدفاع عن الذات ويحاول بعضهم التوسع بمبدأ اللاعنف إلى تنظيم المجتمع قائلين أن ذلك سيكون نهاية لكل صورة من صور القسر والاستغلال وتشمل الإيمان بأن الغايات محددة بالوسائل، فتكون للوسائل العنيفة نتائج عنيفة.

إن التشعب في نظرية اللاعنف وأفقها الواسع قد بدأها غاندي بإدراك الحقيقة والطريق للحقيقة هي الحب أو (الأهيما) فكان يقول يحسن بالقارئ أن يعلم أن الوسيلة لا المبدأ العظيم هي الملومة، وعلى أي حال فهما كان سعيي من أجل التحقيق بالأهيما الحب صادقاً فإنه لا يزال غير كامل وغير وافٍ.

ولكي يرى المرء روح الحقيقة، الكلية الشاملة كل شيء وجهاً لوجه يتعين عليه أن يحب أحقر الكائنات حبه لنفسه. والرجل الذي يطمع إلى ذلك لا يستطيع أن يعتزل أي حقل من حقول الحياة، وهذا هو السبب الذي من أجله قادني تعبدي للمضي إلى حقل السياسة وأستطيع أن أقول من غير أدنى تردد، ولكن في أتضاع كامل، إن أولئك الذين يزعمون أن الدين لا علاقة له بالسياسة لا يعرفون معنى الدين.

وقد حدد الإمام الشيرازي (قدس سره) العمل على الالتزام بأخلاقيات الإسلام في تكوين وإدارة الحركة الإسلامية ومنها:

التعاون – الاستقامة – نظافة القائمين على الحركة – زهد القادة – عدم حب الشهرة – الإخلاص – العمل الدائب – التواضع.

ويحدد الإمام الشيرازي هدف الحركة الإسلامية يجب أن يكون لنشر السلام على الأرض وليس الحرب.. وانتهاج الطرق السلمية بدلاً من العنف وخلاصة القول أن نظرية اللاعنف التي نادى بها الإمام الشيرازي تجسد رؤيته وتشخيصه للإسلام كواقع ومستقبل لهذه الأمة الإسلامية فقد أبحر في الرؤية والتطبيق وهو يعد اتجاهاً جديداً يشمل الماضي والمستقبل وقد دعا البشرية جمعاء إلى انتهاج هذا المبدأ والعمل بموجبه خدمة للإنسانية دون النظر إلى الرؤية الضيقة في الطرح أو الممارسة فاعتمد على القرآن كمنهج والسنة النبوية الشريفة كأساس فكري وسيرة آل البيت الرسول (ع) كممارسة.

وهكذا قد أصاب وعالج وجدد فكر ورؤية رغم تقادم الزمن وتطور الحضارة وأساليب المعيشة الاقتصادية والاجتماعية.

 

———————–

الوصايا العشر

الدكتور ابراهيم البهبهاني

نشرت صحيفة القبس الكويتية في عددها الصادر يوم الاحد 8/12/2002 مقالا للدكتور ابراهيم بهبهاني يتحدث فيه عن الامام الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي، جاء في المقال:

في مثل هذه الايام من العام الماضي افتقدنا رجلا عالما ومرجعا كبيرا انتقل الى جوار ربه عن عمر يناهز الـ75 عاما في مدينة قم حيث اقام هناك منذ عام 1979 ودفن الى جانب ضريح السيدة المعصومة.   انتقل الى الصفحة الاخرى

وبرحيل المرجع آية الله السيد محمد الشيرازي فقدت الامة الاسلامية احد كبار مراجعها الذين كان لهم الدور والاثر في حياة المسلمين واثراء الفكر الاسلامي.

قيل فيه انه ينتمي الى المدرسة الكربلائية في المرجعية الشيعية والتي اسسها المرجع الشيرازي، ويقول ميرزا الخويلدي في مقالة له نشرها في صحيفة الشرق الاوسط ان هذه المدرسة اعتمدت على زخم هائل من الافكار والنظريات وبرامج العمل التي بثها بين اتباعه الذين انتشروا في بقاع الدنيا وخاصة في دول الخليج.

كان الشيرازي حفيد اثنين من قادة ثورات الشيعة (ثورة التنباك في ايران، وثورة العشرين في العراق) وعرف بمعارضته الصلبة لنظام الحكم في العراق، وتميزت حركته بكثافة الانشطة الثقافية والفكرية.

ولعل افضل ما قرأت وما كتب عن هذا المرجع الجليل ما كتبته مجلة قرطاس عندما نشرت مراجعة لكتاب المؤلف حسن آل حمادة الصادر عن دار الخليج العربي وتحت عنوان «الكتاب في فكر الامام الشيرازي» حيث يقول لم يسبق ان قرأ او سمع يوما عن شخص في اي بقعة من بقاع العالم استطاع ان يؤلف من الكتب ما يتجاوز الالف كتاب في شتى الموضوعات والجوانب، باستثناء رجل عربي واحد هو الامام السيد محمد الحسيني الشيرازي، الذي استطاع بالاضافة الى انشغالاته وعطاءاته المختلفة والمتنوعة ان يضرب الارقام القياسية في مجال التأليف والكتابة.

وهذا الكتاب هو الوحيد الذي تناول دراسة فكر هذا العالم الذي اثرى الساحة العربية والاسلامية بقلمه المعطاء الى جانب انجازات قل نظيرها، كبناء المؤسسات العلمية والدينية وتشييد المكتبات، ونشر المجلات وارسال المبلغين وانشاء الهيئات التي تساعد الناس على حل مشاكلهم.

اخترت من تلك الدراسة ما يختص بالوصايا العشر للامام الشيرازي حيث جاءت بالصيغة التالية:

اعتاد زوار الامام الشيرازي ان يستمعوا اليه وهو ينصحهم وبعشر وصايا، وألف كتاب حولها تحت عنوان «الكوثر العذب»: دراسة في الوصية الخالدة للامام الشيرازي باقلام عدد من الكتاب والوصايا العشر هي:

1 – التقوى، 2 – خدمة الناس، 3 – الاخلاق الحسنة، 4 – تقوية القلم لاجل التأليف، 5 – تقوية اللسان لاجل الخطابة، 6 – في كل بيت مكتبة، 7 – في كل بيت عادة اسبوعية، 8 – تزويج العزاب والعازبات بمهر قليل، 9 – تشكيل الهيئات لاجل جمع المال لطبع الكتب التوعوية ونشرها في العالم، 10 – الاهتمام بجمع الكلمة واصلاح ذات البين.

الحقيقة ان من يدقق ويتفكر ويراجع بتلك الوصايا يقف على اهمية الدعوة وسمو الرسالة، فلكي يكون الانسان قادرا على العطاء وبقلمه وفكره، عليه ان يكون ذا مقدرة وثقة بالنفس.

لقد اعطى للكتابة والكتاب موقعهما وحث على الالتزام بهما وهذا ما يتوجب علينا، وهذا درس بليغ بمن يؤتمن على الامانة وحفظ الوفاء لاهل العلم والتقوى.

رحمة الله عليك ايها الامام ولسائر المسلمين والمؤمنين.