لاشك أن ما أراده البارى سبحانه وتعالى بالنسبة إلينا كمسلمين هو خير لنا، كما لاشك أن كل مسلم حجة على غيره.

واليوم وقد كثر المسلمون في الغرب ــ سواء كانوا مسلمين بالهوية أو بالهجرة.. ولابد وان يحصل الارتباط بينهم من حيث المعاشرة والعمل و …

والغرب ــ ومن في فلكه ــ كغيره من الشعوب فهم أناس قابلون للهداية، فكما اعتنقوا المسيحية فكذلك مستعدون لقبول الإسلام. ويتم هذا الأمر في الوقت الحاضر أفضل إذا لاحظنا بعض الأمور:

1 ــ أسلوب الدعوة:

هناك جوانب علمية وعقلية وعاطفية في الإسلام والغربي يفهمها، كالتطور العلمي والاستدلال وحق الضعيف، والمرأة، والمجتمع و..

فإذا دعوناهم بأساليب علمية و.. إلى الإسلام لكان أوقع في النفوس. وفي كلام للامام الصادق (ع) حيث قال: لو عرف الناس محاسن كلامنا لاتبعونا.. ؟؟ والكيف والزمان والمكان والأسلوب له التأثير الكبير في نجاح العمل.

2 ــ عمل الدعاة:

الإسلام هو التسليم، والايمان قول وعمل ومعتقد. وفي الحديث الشريف: الايمان عقد في القلب، واقرار باللسان، وعمل بالأركان فإذا كان المسلم معتقداً بما يدعوا إليه، ويعمل بالأركان والقوانين ــ الفردية والاجتماعية.. ويتبع الاسلوب الأحسن لكان التوفيق من نصيبه في الحياة.

3 ــ الحوار:

هناك أساليب كثيرة للعمل الرسالي، فمن الأساليب هي الدعوة باللتي هي أحسن، وأسلوب المناقشة العلمية والموضوعية من دون تهريج، أو استهانة بمعتقدات الطرف الآخر أو … ويسمى هذا الأسلوب بالعمل الدبلوماسي.

فالدبلوماسي ينفذ ما طلب منه من دون أن يصل مع خصمه إلى طريق مسدود، بل الأبواب مفتوحة على مصراعيها وبعد المفاوضات، سواء كانت النتائج سلبية أو إيجابية، فترى الطرفان يصرحان بتصريحات لا يفهم منها إلا القليل من السلبيات ــ إذا كانت ــ والكثير من النقاط الإيجابية.

والإسلام الذي يضع عن المجتمع الأصر والأغلال التي كانت عليه ويحترم كل الآراء وإن كانت مخالفة وجارحة، ويناقش كافة الأديان والمعتقدات، و.. فهو يوصي باكرام الجار، وحقوق المجتمع والأفراد، والأسرة، والخصم، والقريب والبعيد و…

ويوصي أبنائه بأداء الأمانة، والإخلاص في العمل، والصدق في التعامل، وتكافؤ الفرص، وعدم الحاق الضرر بالغير، و… ، ويوصي باتباع أسلوب العقل والمنطق بدلاً من الأساليب السلبية والعنف والإرهاب، ولا ضرر ولا ضرار و.. وعليه، فمن الضروري أن نتخذ أساليب الإسلام منهجاً عملياً لتطبيق المبادئ الإسلامية في أنفسنا، ومجتمعاتنا، وأمام الصديق والعدو.. ونبدأ بدعوة الغرب ومن في فلكه إلى:

1 ــ المصالحة مع الله سبحانه وتعالى.

2 ــ المعرفة بالإسلام معرفة علمية والعمل على الصعيدين العملي والنظري.

3 ــ اعتناق الإسلام والدفاع عنه.

4 ــ حل المعضلات الاجتماعية والسياسية على أساس القواعد الأساسية والإسلامية.

5 ــ احترام حقوق المرأة ــ سواء أكانت مسلمة أو كافرة ــ بما للكلمة من معنى وحقوق المجتمع..

وبهذه الأساليب نتمكن من تطبيق ما جاءت به السماء وأتى به سيد الرسل وخاتم النبيين (ص) واصلاح المجتمع والاعداد لظهور المنقذ الحقيقي.

ووجودنا في الغرب وبلد الاغتراب يسمح لنا ذلك والظروف تساعدنا من دون شك. والمجتمع الغربي يحترم الرسالي الهادف، وينبذ الكال على مجتمعه. والله الموفق والمستعان

محمد تقي باقر