لماذا نتوجه باللوم الى اولئك الذين كانوا يعيشون في ظلمات الجاهلية من الذين تضيق صدورهم وتتغير وجوههم فيما لو بشر أحدهم بالأنثى في حين ان ظواهر وأد البنات وقتلهن لا زلنا نرى أصداءها ونحن في القرن الواحد والعشرين؟

ففي منطقة كفر الشيخ في جمهورية مصر العربية كشفت الشرطة – التي شكت في ادعاءات الاب سقوط ابنته من يده عند مداعبتها ووفاتها – عن جريمة قام بها الأب المزارع عبده والتي تمثلت بقتل ابنته البالغة من العمر ستة، واربعة شهور فقط.

لقد ادعى الاب بان ابنته سقطت من بين يديه في حين كان يداعبها مما اسفر عن وفاتها، ولكن هذه الادعاءات لم تكن لتقنع رئيس النيابة في كفر الشيخ.

الأم المسكينة كان يمنعها الخوف من البوح بالحقيقة، إلا انها تمالكت نفسها فقصدت مركز الشرطة لتعترف هناك بالشكوك التي كانت تساورها إزاء موت ابنتها، وما ان واجهت الشرطة الأب بما قالته زوجته حتى اعترف بما اقترفت يداه من قتل ابنته المسكينة.

جاء في الاعتراف الأب القاتل، انه عاد في عصر احد الأيام الى منزله في قرية (56) فوجد طفلته في سريرها في حين لم تكن الأم موجودة، فاغتنم الفرصة ليجري مع الطفلة مؤهلاته في الفنون القتالية، فأنهال عليها ضرباً، ولم يبال لأنّاتها التي كانت تموج بها أرجاء الغرفة، ليقدم بعدها على كسر ظهرها بقبضة الكادح الذي يقضي أوقاته في الحقل، فصرخت الطفلة صرخة طاولت عنان السماء قبل ان تسلم الروح الى بارئها شاهدة بجاهلية القرن الواحد والعشرين، التي لم يكتف الأب فيها أن يسودًّ وجهه، وانما اوغل في جاهليته ليقتل طفلة بريئة لم تفطم بعد.