ليس جديدا القول إن النساء أكثر ميلا بطبعهن للدردشة، أو النميمة كما يسميها البعض، من الرجال.

لكن الجديد هو أن السبب في هذا يتمثل في أن لديهن عشرة أضعاف الموضوعات التي يمكن لهن الحديث والتحاور حولها قياسا بالرجال.

فقد بينت نتائج بحث أجري في بريطانيا لصالح شركة تجارية أن الأمور التي يدردش فيها الرجال قليلة ومقيدة، ولا تزيد على أربعة موضوعات، في حين تتنوع الموضوعات بين النساء لتصل إلى نحو أربعين.

وعلماء النفس يسمون حوارات النساء “الدردشة الدسمة” ليس لأنها ثقيلة بطبعها، بل لأنها تغطي مساحات أرحب ونطاقات أوسع. في حين أن الرجال يفضلون الدردشة القليلة الدسم، أو النحيفة، إذا ما شئنا مقارنة التعبيرات.

فالرجال يشرعون عادة بدردرشات حول الرياضة، والنساء، ثم قد يعرجون على موجة من النكات، وقد ينتهون بالحديث عن هموم العمل عندما يخلو الحوار من تلك الموضوعات.

اما النساء، حسب البحث الذي غطى نحو ألف امرأة في بريطانيا، فيتحدثن عن الصحة، والجنس، والوظيفة، والأصدقاء رجالا ونساء، وشؤون الحمل والولادة.

كما يغطين أيضا مساحات أوسع مثل الأمور العائلية، والضغوط النفسية، والسياسة، والموسيقى، والثقافة، وأسعار البيوت والعقارات، إلى جانب أمور أخرى كثيرة.

دردشة مفيدة

لكن الدراسة تبين أنهن لا يرغبن كثيرا في الدخول بتفاصيل تتعلق بالأزواج أو الأصدقاء أو الشركاء في المعيشة، والسبب، ولا غرابة في ذلك عن بعضهن، هو أنهن لا يجدن في هذه الأمور شيئا يستحق الدردشة حوله.

كما ظهر أن دردشة النساء ليست بالضرورة التعبير الاجتماعي الوحيد والأبرز في الاتصال مع الآخرين، وخصوصا من بنات جنسهن، بل تتنوع الجلسات وتختلف باختلاف مناسباتها وظروفها.

وتقول البروفيسورة بيترا بوينتون من كلية لندن الجامعية إن النتائج تظهر التحول الإيجابي الواضح في اهتمامات النساء، وتشير إلى تحسن قوتهن وقدراتهن في التنافس الطبيعي بين الجنسين.