تنتشر هذه الأيام موجة من العنف الذي يبرر له على اساس واهٍ وذلك في البلدان المتقدمة التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان.

ففي استراليا هناك طبيب يدعو الى قتل المعاقين وذلك انهاءاً لمعاناتهم وتخليص المجتمع من الآثار السلبية التي تترتب على حياة هؤلاء في المجتمع.

أما في أميركا فهناك طبيب يفتخر في اطلاق اسم «ملاك الموت» على نفسه، وهذا الطبيب هو افرين سالديغار المعالج السابق في مركز اد فينيتيست الطبي في لوس انجلس.

لقد اعترف سالديغار قبل عامين بأنه قام بقتل 50 مريضاً في الفترة ما بين 1989 – 1997 وهي الفترة التي كان يعمل فيها سالديغار كطبيب معالج في قسم التنفس الصناعي في المركز الطبي السابق الذكر. هذا الاعتراف دفع الشرطة الى استخراج جثة 20 مريضاً توفوا في المركز الطبي كانوا توفوا في الفترة التي قارنت عمل سالديغار في المستشفى، وأجريت الفحوصات على تلك الجثث فثبت ان ستة من أصحابها كانوا قد قتلوا.

لقد برر سالديغار قتله للمرضى الميؤوس من شفائهم بانه قام بذلك انهاءاً لمعاناتهم اليومية، اذ اعترف بانه أقدم على قتل البعض بحقنهم بعقار قاتل، وبنزع جهاز التنفس عن البعض الآخر.

الشرطة اعتقلت سالديغار الذي انكر اعترافه بطرق القتل بزعم انه كان مكتئباً للغاية، ويعاني من مشكلات عقلية، وانه كان يرمي بالتهمة على نفسه ليتم اعدامه.

اما في بريطانيا فقد كان ملاك الموت هناك طبيب يدعى هارولد شيجان، وشيجان هذا كان قد حكم عليه بالسجن المؤبد بعد ادانته بقتل 15 مسنة من مرضاه.

غير ان ملف شيجان (55 عاماً) كان قد فتح ثانية بسبب الشكوك التي كانت تراود الشرطة في امكانية قتل شيجان لأكثر من 200 مريضاً أثناء مزاولته لمهنته كطبيب لمدة 24 عاماً، مما دفع وزير الصحة البريطاني ألف ملبورن الى طلب اجراء تحقيق في ممارسات شيجان بين عام 1974 و 1998.

وأجرى التقرير مقارنة بين عدد المرضى الذين توفوا اثناء عمل شيجان خلال 24 عاماً، وعدد المرضى من الذين توفوا خلال نفس الفترة والذين سجلوا من قبل اطباء آخرين في منطقة مانشتسر الكبرى. وقد حددت في التقرير الساعات التي توفي فيها المرضى، وهل كان افراد عائلات الضحايا حاضرين اثناء وفياتهم. فتبين ان معظم الضحايا كانوا قد قتلوا اثناء عيادة الطبيب لهم، وفي وقت كانوا فيه بمفردهم، ودون حضور أي من افراد عائلاتهم.

لقد كانت طرق القتل التي مارسها شيجان تتمثل باعطاء جرعات قاتلة من المورفين أو الديامورفين وهو الاسم الطبي لمادة الهيرويين.

لقد تبين من خلال المقارنة ان الطبيب شيجان كان قد اصدر خلال فترة عمله 521 شهادة وفاة وذلك بفارق 297 شهادة عن المعدل المسجل من قبل الاطباء الآخرين الذين اجريت المقارنة بين شيجان وبينهم خلال فترة زمنية واحدة.

ان هذه الارقام تجعل من شيجان وسالديغار، وربما غيرهم لم يتوصل اليهم الى الآن يدخلون قائمة اخطر سفاحي العالم، وربما يعجز هذا الوصف عن كشف حقيقة امثال هؤلاء.

فالسفاح انما يفتك بمن لا يميل اليه، أما هؤلاء فيفتكون بمن سلموا ارواحهم امانة بأيديهم فلم يرعوا هذه الامانات.