في حوار مطول له نشر على صفحات جريدة الشرق الأوسط العدد 8180 تناول مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مع المحاور عدداً من القضايا الهامة، من ضمنها قضايا الجهاد الاسلامي وضوابطه، ومسألة خطف الطائرات، وظاهرة التكفير والتفسيق التي تنتشر بين المسلمين.

فعن العمليات الانتحارية أنكر الشيخ عبد العزيز كون العمليات الانتحارية مما يدخل في اطار الجهاد الاسلامي قائلا:«اما ما وقع السؤال عنه من طريقة قتل النفس بين الاعداء او ما أسميته بالطرق الانتحارية فان هذه الطريقة لا اعلم لها وجهاً شرعياً ولا انها من الجهاد في سبيل الله، واخشى ان تكون من قتل النفس».

وعن خطف الطائرات وترويع الآمنين وهل يعد هذا من الجهاد الاسلامي اجاب مفتي السعودية قائلا: «خطف الطائرات وترويع الآمنين هذا ليس من الشرع فضلاً عن ان يكون من الجهاد، وهذا امر مخالف للشرع لما ينشأ عنه من تعدٍ على الحرمات وما يسببه من الاخلال بالامن العام، وقد يكون فيه ترويع للمسلمين في هذه الطائرات وهذا امر محرم لوجود العهد بينه وبين المسلمين او عقد الذمة او الأمانة فلا يجوز خفر ذلك فيجب على المسلمين ان يترفعوا عن هذه الامور وان يعلموا انها ليست من الجهاد في شيء».

وأما عن ظاهرة التكفير التي تتفشى بين طوائف المسلمين فقد اعتبر الشيخ آل الشيخ ان «المرجع فيها لاهل العلم الراسخيين الموثوقين وليس لكل احد من الناس التصدي لهذا الأمر فانه أمر خطير ومزلة قدم».

واضاف الشيخ قائلا: «ليس كل من قام به الكفر فهو كافر اي ليس كل من وقع في الكفر أو الفسق أو البدعة يحكم عليه بأثر ذلك من تكفير وتفسيق وتبديع، كلا بل لابد من قيام المقتضي وانتفاء المانع، والمقتضي للتكفير امور منها وقوع الشخص في الكفر، ومنها قيام الحجة الرسالية عليه من رجل يحسن إقامة الحجة عليه، الى غير ذلك، وكذلك أيضا يجب أن ينتفي المانع من التكفير كالاكراه أو عدم القصد أو نحو ذلك، وعليه فالواجب على المسلمين عموماً كف السنتهم وعدم الخوض في هذا المرتع الوخيم وان يترك هذا لاهل العلم الراسخين».