المحامي البصري

يقبع الرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلو سيفيتش في سجن بلغراد المركزي تمهيداً لمحاكمته، وربما لتقديمة للمحكمة الجنائيية الدولية للنظر في محاكمته كمجرم حرب وذلك لدوره البغيض في حرب البوسنة.انهيار ميلو سيفيتش امام الارادة الشعبية التي توجهت الى انتخاب رئيس جديد ليوغسلافيا فيه درس بليغ لاولئك الذين يحتضنون الكرسي بايديهم وارجلهم، متوسلين للحفاظ عليه بالحديد والنار، هذا الدرس يتمثل في انه مهما طال زمن ذلك فلا بد من ان ينتزع هذا الحق الذي استأثر به هذا الحاكم او ذاك من يده، فإن ارادة الشعوب لا يمكن ان تقاوم مهما طال الزمن.

اما الدرس الا بلغ في الامر فهو يتمثل في تقديم ميلوسيفيتش الى محكمة دولية لمحاكمته كمجرم حرب، فان الامر الذي شجع الكثير من الحكام الى الاستئثار بالرأي العام الوطني والعالمي، وارتكاب القطائع في سبيل الحفاظ على كرسي الحكم، هو ان هؤلاء الحكام كانوا قد أمنوا العقاب في كل ذلك.

فالديكتاتور يقتل وينتهك ويمتص دماء الشعب الذي يحكمه وامواله، وهو مطمئن في ان اقسى ما سيؤول اليه امره هو طلبه اللجوء السياسي في احدى دول الغرب التي تمتليء مصارفها بالاموال التي يسرقها هذا الديكتاتور من قوت شعبه، فالمكان الآمن مؤمن، ولا سلطة عليه من قبل أية جهة دولية، فما دام الامر كذلك فلماذا لا يفعل ما يفعله من القطائع التي تعكس نفساً ضعيفة ليس لها هم الا التسلط والقمع؟

اما اليوم فلو تم تقديم ميلو سيفيتش لمحكمة دولية، وحوكم على فظائعه فان غيره من جبابرة العالم سيضطر على اقل التقادير على تغيير سياساته ازاء شعبه.

اذن فالمحكمة الدولية، والعقاب الذي يفرضه القانون الدولي، وسد الطرق والابواب امام الديكتاتور فيما لو تغير بارادة شعبه سيكون وسيلة جادة للحد من الديكتاتورية التي تسود انحاء كثيرة من العالم.