كيف نُقنع الرأي الحاكم بقبول الرأي الآخر؟ 

في ساحتنا الاسلامية عموماً، والساحة العربية خصوصاً لا بد لمن يريد ان يتناول مسألة اقناع الرأي الحاكم بقبول الرأي الآخر ان يضع في حساباته التمييز بين نوعين من الحكام.

فهناك من الحكام من هو مستبد في آرائه متطرف في احكامه، ففي هذه الحالة لا بد من اعتماد التدرج في اقناعه بقبول الرأي الاخر.

ففي البدء وقبل كل شيء لا بد ان يدرك الحاكم هنا بعدم خطورة الرأي الاخر، بل على العكس من ذلك تماماً تصب جهود الرأي الاخر مع الرأي في مصلحة البلد واستقرارها. وهذا الامر وان كان يتطلب جهداً فكرياً وعملياً ولكن لا بد في النهاية من ان يدرك الحاكم في ضوء البراهين المتكررة من قبل الرأي الآخر بانه لا تاثير له عليه، عندها لا بد من فتح ساحة الحوار.

ثم تتمثل الخطوة الثانية بالتركيز من قبل الرأي الآخر على اسلوب الطرح، فقد تكون فكرة ما مورد قبول فيما لو طرحت باسلوب، بينما لا تكون كذلك لو طرحت باسلوب آخر.

هذا بالنسبة للنوع الاول من الحكام، اما النوع الآخر، والذي يتسم بنوع من الانفتاح فان الرأي الآخر في تعامله مع هذا النوع من الحكام لا يتوقف عن حد الاقناع بالقبول، اذ انه على هذا الفرض قد يكون القبول متحققاً، ولكن تتركز الجهود ايضاً على انزال ما يأتي به الرأي الآخر حيز التنفيذ.

الحميد