تغتنم منظمة اللاعنف العالمية (المسلم الحر) احياء ذكرى يوم الشباب العالمي في الثاني عشر من آب، تغتنمها مناسبة مهمة لتوجيه رسالة الى الشرائح الشبابية في العالم الاسلامي والعربي في هذه المرحلة الحساسة التي تمر بالعالم اجمع.

اذ تدعو المنظمة الطاقات الشابة المثقفة والعاملة الى بلورة وتكثيف جهودها في سبيل تغيير الواقع المعاش في بلدانهم الى مستقبل افضل يتناسب مع استحقاقات الشعوب الاسلامية والانسانية الطامحة الى العدالة والمساواة والحرية، بعيدا عن اساليب القمع والتهميش والعنف بكافة اشكاله.

ان المجتمعات الاسلامية كما يدرك الجميع تعيش مخاضا مؤلما انعكس على شعوبها بالويل والثيور والانحدار السياسي والاقتصادي والانساني، مما يستدعي نهضة شاملة تقع مسؤولية القيام بها في الاعظم على عاتق الشباب الواعي الحر، قادر على انتزاع الحقوق وتغيير الواقع بشكل حضاري عبر تكريس الجهود التي تصب في خدمة مجتمعاتها.

وتسترشد المنظمة في هذه المناسبة العالمية ببعض القبسات الصادرة عن سماحة المرجع الديني اية الله العظمى السيد صادق الشيرازي حيث يقول: “من الضروري بث التوعية في صفوف الشباب حتى يعرف كيف يسلك سبل الحياة الآمنة”.

مشيرا، “ان سبل الحياة متشعبة وصعبة وشائكة ـ خصوصاً في هذا العصر ـ فاللازم ان يؤخذ بأيدي الشباب علماً وعملاً حتى يعرف كيف يمكنه ان يسير في هذا الضنك بسلام، في الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والعائلية وغيرها.. وكيف يتمكن ان يحل مشاكله.

وإلا فإذا لم يستغل جانب من هذه الأمور لم يستقم سائر الجوانب الأخرى، إذ الصحيح في كل بعد يلازم الصحة في سائر الأبعاد والفاسد في كل بعد يلازم الفساد في سائر الأبعاد”.

وقد اشارسماحة المرجع في اكثر من مناسبة الى ان، “ان الإنسان جاهل عند ولادته كما قال سبحانه وتعالى: (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً)، وانما حواسه الظاهرة من الأذن والعين والأنف والفم واللمس بالإضافة الى ما وهبه الله من العقل هي التي تسبب له العلوم التي يكتسبها بها، إما اكتساباً طبيعياً كما نشاهده حتى في الأطفال وإما اكتساباً علمياً كما نشاهده في العلماء ومن اليهم، فإن كل حاسة من هذه الحواس سبيل الى سلسلة كبيرة لا تعد ولا تحصى من العلوم البصرية والسمعية والشميّة والذوقية واللّمسية والبلوغ المبكر”.

ويضيف سماحته، “لذا فاللازم على القادة ان يهيئوا للشباب الدراسة والعلم بما للكلمة من معنى، لا كالمتعارف في هذا الزمان حيث انهم إذا اشتغلوا بدراسة العلوم.. وانهوا الجامعة ابتدؤا الحياة تاركين التقدم العلمي من دون استفادة أُخرى علمية ولا تجارب ونظريات جديدة”.

ويشدد سماحته، “من الضروري على القيادة الشبابية زرع المعاني الخيرة في نفوس الشباب، فإن الإنسان ينمو جسماً وروحاً كما ينمو النبات قال سبحانه: (وَاللَّهُ أَنبَتَكُم مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتاً)”.

وتؤكد المنظمة على ان التنمية العلمية وتطوير القدرات بكافة انواعها باتت من اولويات العمل والمهام التي تقع على عاتق الشباب، سيما انها تصب في صقل طاقاتهم وتراكم خبراتهم العملية، بعيدا عن الانسياق في الصراعات الفئوية والمناطقية والحزبية الضيقة التي تنعكس سلبا على المجتمعات، فضلا عن تسببها في تصاعد وتيرة التطرف والارهاب الذي غرر بالكثير من الشباب مع الاسف الشديد.

فالعلم والتنوير والارتقاء بالمستوى العلمي والثقافي واجب على كل شاب في العالم الاسلامي والعربي، فيما بات تكريس الحراك السلمي اداة مؤثرة في التأثير والتغيير كما اثبتت الكثير من الوقائع التاريخية، يتبى التصدي لها جيل الشباب القادر على تحمل المسؤوليات الجسيمة التي تقع افرادها.