إن مسألة الاختيار من الأمور المهمة التي أكّد عليها الدين الإسلامي، وخطط لها كوسيلة لتوفير الحماية اللازمة للأسرة في تلك المرحلة التي لم تصبح الأسرة فيها بعد واقعاً قائماً. فالاختيار إذن تدبير احترازي -كما تقدم- يسبق مرحلة تكوين الأسرة وبنائها.

إن تعاليم الدين الإسلامي جاءت لتؤكد على هذه المسألة تأكيداً منقطع النظير وذلك لعظم ما يترتب عليها ألا وهو بناء الأسرة الشامخ.

لقد اختلف الدين الإسلامي عن غيره في مسألة الاختيار. فالدين الإسلامي وإن كان يوكل مر الاختيار إلى ذات الفرد الذي يروم الزواج -من رجل أو امرأة- إلاّ أنه وجه نظره في ذات لاوقت إلى صفات وأمور معينة -ذكرتها الأخبار- تضمن له سعادته واستقرار حياته الأسرية فيما لو طلبها في الطرف الآخر الذي يروم الاقتران به، بعكس ما لو جعل تلك الصفات التي جاءت بها الروايات وراء ظهره وتجاوزها فإنه سوف لن يجني من تصرفه هذا سوى الخسار، وذلك أن الأحكام والتعليمات الإسلامية لا تحمل في طياتها إلاّ ما يسعد الناس.

أما القوانين الوضعية فإنها لم تعط هذه المسألة أي قدر من الأهمية، فهي مسألة موكلة للفرد ذاته، فهو حر في اختياره للطرف الذي يريد الاقتران به دون أن يكون هناك أي موجه له في انتخابه هذا، وهذا ما أدى إلى ارباك وضع الأسر في ظل تلك القوانين، كما أنشأ مشاكل كثيرة هناك أهونها الانفصال. وذلك أن الاختيار لم يكن مبنياً على أسباب عقلانية، فالشهوة هي الغالبة على كل مراحل الزواج هناك.

ولكثرة ما يرافق الزواج هناك من مشاكل نجد نزوعاً غريباً نحو الانفصال فقد جاء في احدى الاحصائيات في فرنسا أن «محكمة بمدينة سين فسخت 294 نكاحاً في يوم واحد»([1])، وهذا ما أدى إلى نشوء حالة العزوف عن الزواج بحيث صار «معدل الرجال والنساء الذين يتزوجون في فرنسا لا يتجاوز السبعة أو الثمانية في الألف»([2]).

إن الإسلام حين دعا إلى التوجه للاختيار الصحيح في الزواج كان قد دعا إليه كلاً من الرجل والمرأة على السواء، لا كما يقول البعض بأن الإسلام لم يعط الحرية للمرأة في اختيارها شريك حياتها، وأنه أوكل أمر ذلك إلى ذويها وهم أحرار في تزويجها ممن يرضون هم لا هي.

إن هذا يعد -في الحقيقة- واحداً من تلك التجنيات الكثيرة التي تجنَّوا بها على الإسلام، والتي ليس لها أساس في أرض الواقع.

فالدين الإسلامي لم يكن قد أوكل أمر الزواج لغير المرأة أبداً، فالموضوع أولاً وآخراً من مختصات المرأة وليس لأحد أن يسيطر على قرارها في ذلك مهما كان، سواءكان ولي أمرها أم غيره. وهذا أمر مقطوع به في رأي الإسلام. إلاّ أن الإسلام له رأيه الخاص في موضوع زواج البنت الباكر، ورأيه هذا مبني على أسباب منطقية.

فالإسلام وحرصاً منه على سلامة اختيار البنت الباكر لشريكها قرن صحة عقد زواجها مع من اختارته بموافقة ولي أمرها، وذلك أن الفتاة الباكر غالباً ما تكون خبرتها بالحياة ليست بالمستوى الذي يؤهلها لاكتشاف كل عيوب من اختارته كل ذلك بحكم كثرة وقت جلوسها في البيت فلا يتسنى لها التعرف عن كثب بحقيقة من يتقدم لخطبتها. في حين لا يصعب هذا الأمر على ولي أمرها الذي يمتلك بحكم ساحة تحركه الواسعة، امكانية البحث والتقصي حول مؤهلات المتقدم للزواج.

فأولياء الأمور لرأيهم أثر في صحة عقد زواج الباكر ولكن ليس لهم أن يجبروها على الزواج ممن لا ترغب الزواج منه أبداً. وهذا الحكم ليس حكماً نظرياً بل رتب الدين الإسلامي عليه أحكاماً خطيرة جداً. فلا يصح -في نظر الإسلام- عقد الزواج الذي أكرهت الفتاة فيه على الارتباط مع رجل لا تريد الاقتران به، وبناءً عليه يكون الأطفال الذين يولدون كثمرة لهذا الاقتران يعدون في نظر الإسلام أطفالاً غير شرعيين.

بعد هذه المقدمة نشرع في حقيقة الاختيار، وما هي الصفات التي يجب على البنت مراعاتها في  من تروم الارتباط به برباط الزوجية، وكذلك الصفات الواجب توفرها في البنت كي تكون مؤهلة لأن يرتبط بها الفتى… قبل البدء في هذه المسائل لابد من التنويه إلى نقطة تعد غاية في الأهمية في هذا المجال: والمسألة هي: هل يعتبر أمراً جيداً وفي صالح الزواج أن يختار الرجل امرأة هي أعلى منه من ناحية مستواها العلمي والثقافي أم أن ذلك يعد وبالاً على الأسرة مستقبلاً.

في مقام الجواب عن هذا السؤال نقول: بما أن الرجل هو ذلك العضو في الأسرة الذي يقع عليه عبء قيادة الأسرة، وتلبية متطلباتها، وإدارة أمورها. وبما أن العقل يوجب اتصاف القائد بالصفات التي يفتقد إليها غي
ره أو أن تلك الصفات تتجلى فيه أكثر من غيره لكي يكون قائداً. لذا كان الواجب أن يكون الأب مؤهلاً وحاملاً لصفات القيادة أكثر من المرأة. بناءً على ذلك كله يتوجب على الإنسان بمقتضى معرفته لنفسه ومؤهلاته أن يختار المرأة التي لا يعلو مستواها على مستواه لأن ذلك يقود مستقبلاً إلى خلق الكثير من المشاكل العائلية التي تجر ويلات على كل من الزوج والزوجة إضافة إلى الأولاد.

ونحن حين قلنا بأن الرجل هو قائد الأسرة لم نتطرق هنا إلىطبيعة تلك القيادة لأننا سوف نبحث هذه الطبيعة في محلها من الباب الثالث من أبواب الكتاب ولذا أشرنا إلى قيادة الرجل للأسرة إشارة عابرة فقط دون أن نخوض في تفاصيلها، إذ أن لتلك القيادة شروطاً.

الصفات الواجب توفرها في المرأة:

نشرع أولاً في ذكر الصفات التي يجب على الرجل أن يتوخاها في المرأة التي يريد الزواج منها وهذه الصفات ندرجها بالتالي:

(1) أن تكون المرأة ذات دين: إن الأمر الأول والأهم في صفات الزوجة هو كونها امرأة متدينة، لأن الدين يمنح المرأة تلك التعاليم الراقية في خصوص حسن التبعل، وحقوق الزوج على زوجته. وهذا ما لا يتوفر لدى الفتاة غير المتدينة، إلاّ بالمقدار الذي تعتقده من أيديولوجيتها.

لقد ورد عن رسول الله(ص) في هذا الشأن قوله:

«لا تنكح المرأة لجمالها، فلعل جمالها يرديها، ولا لمالها، فلعل مالها يطغيها، وانكح المرأة لدينها»، وورد عنه قوله(ص) أيضاً: «فاظفر بذات الدين تربت يداك». ويتفرع من هذه المسألة مسألة أخرى وهي: وجوب السؤال عن العقيدة التي تحملها المرأة. فالانسجام «بين الزوجين لن يتم إلاّ إذا كان هناك انسجام فكري بينهما، ومن دون ذلك فإن مجرد التلاحم الجسدي لن يستطيع أن يحقق الانسجام المطلوب…»([3]).

فهل يعقل أن تسعد الحياة الزوجية بين شخصين يؤمن أحدهما حد العبادة به ويكفر به الآخر؟

(2) حسن الخلق: فيجب أن تكون المرأة ممن تربَّت في حضن الأخلاق الحميدة في ظل أسرة كريمة.

(3) حسن الوجه: تعد مسألة الجمال أمراً مهماً يجب على الرجل توخيه في المرأة، والجمال من الأمور التي تساهم في توطيد العلاقة الزوجية، وتقوية أواصرها، وزيادة تمسك الرجل بالمرأة.

روي عن رسول الله(ص) قوله:

«خير نسائكم من إذا نظر إليها زوجها سرته، وإذا أمرها أطاعته، وإذا غاب عنها حفظته في نفسها وماله» وهناك روايات جمة وردت في كتب الأخبار عن رسول الله(ص) تفصل في مسألة الجمال. مما يدل على أهميته ولكن قد يثار سؤال في ذهن الإنسان حول هذه المسألة فقد يقال:

إن الرسول(ص)كان قد نهى عن انتخاب المرأة واختيارها للزواج من أجل جمالها كقوله المتقدم:

«لا تنكح المرأة لجمالها».

في حين يؤكد الرسول(ص) في مواطن كثيرة أخرى على مسألة جمال المرأة وأهميتها. ألم يعد هذا تناقضاً؟ إن هذا ليس من التناقض في شيء، فالروايات التي تنهى عن النكاح لأجل الجمال تنظر إلى مسألة وقوع الاختيار من الرجل للمرأة لأجل جمالها فقط ويغض النظر عن كل ما عداه. وهذا أمر مرفوض في الإسلام. أما تلك الأخبار التي تذكر الجمال وأهميته فهي تنظر إلى كون الدين أمر مفروغ من توفره في هذه المرأة. أما لو تعارض الدين مع الجمال فيفضل أن تختار ذات الدين على ذات الجمال الخالي عن الدين.

(4) أن تكون نسيبه: أي من أهل بيت عرفوا بالدين والصلاح. فعامل الوراثة يؤثر أثره في الأولاد، وبما أن الهدف الذي شرع لأجله الزواج هو الحفاظ على النسل البشري من خلال التوالد، لذا كان من الواجب أن يحسب الحساب لهؤلاء الأولاد مستقبلاً، وهذا الأمر مما تنبه إليه الإسلام قبل أن تكتشف العلوم الحديثة المسألة الوراثية وأثرها في سلوك الأبناء. فقد ورد عن رسول الله(ص) قوله:

«تخيّروا لنطفكم فإن العرق نزاع».

وفي رواية أخرى قوله(ص):

«تخيّروا لنطفكم فإن العرق دساس».

كما ورد عنه (
ص) أنه جاء إليه رجل يحمل ولداً أشقر فقال لرسول الله(ص):

يا رسول الله إني أشك في زوجتي.

فقال: لماذا؟

قال: لأني رجل أسمر وزوجتي بيضاء،وهذا ولدي أشقر فلم يشبه أحدنا.

فقال له الرسول(ص):

هل عندك إبل.

قال: بلى يا رسول الله.

قال (ص): هل اتفق أن جاء ولد بعضها لا يشبه أبويه.

قال: بلى.

قال(ص): ما السبب في ذلك.

قال: نزعة عرق.

فقال الرسول(ص): وهذه نزعة عرق أيضاً.

إن لمسألة الوراثة دوراً كبيراً في سلوك الأولاد ولذا ورد نهي عنه (ص) عن الزواج من المرأة غير الصالحة فقد قال(ص): «إياكم وخضراء الدمن».

قيل: وما خضراء الدمن يا رسول الله؟

قال(ص): «المرأة الحسناء في المنبت السوء».

كما ورد عنه (ص) أيضاً قوله: «لا تسترضعوا الحمقاء، ولا العمشاء فإن اللبن يعدي».

(5) أن تكون المرأة ولوداً: لقد تقدم أن الهدف من الزواج هو الحفاظ على النسل البشري عن طريق ما تمد الأسرة المجتمع به من الأولاد. فقد ورد في الأخبار عن رسول الله(ص) أخبار كثيرة في هذا الشأن منها:

آ- «عليكم بالودود الولود».

ب- «خير نسائكم الودود، الولود، المؤاتية (الطيعة) لزوجها».

جـ- «تزوجوا سوداء ولوداً، ولا تتزوجوا حسناء عاقراً».

د- «تناكحوا، تكاثروا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة حتى بالسقط».

هذه بعض الأحاديث التي وردت في كتب الأخبار أوردنا بعضها -على سبيل المثال لا الحصر- للدلالة على الأهمية التي يرتبها الدين الإسلامي على التناسل والتكاثر، وكيفية إحاطة هذا الأمر بالترتيبات اللازمة لرعايته والحفاظ عليه.

(6) ألا تكون من القرابة القريبة: فقد ورد عن رسول الله(ص) قوله:

«لا تنكحوا القرابة القريبة فإن الولد يخلق خاوياً».

وهذا ما تنبه إليه العلم الحديث مؤخراً، حيث بدأ العلماء -نتيجة لما توصلوا إليه في أبحاثهم- ينهون عن زواج الأقارب- إذ أنه يساعد على انتشار الأمراض الموجودة داخل العائلة وانحصارها فيها، حيث أن الأطفال يملكون الاستعداد لتلقي تلك الأمراض عن طريق العامل الوراثي.

(7) كما حثت الروايات على اختيار البنت الباكر للزواج منها، قال رسول الله(ص):

«تزوجوا الأبكار، فإنهن أعذب أفواهاً، وأنشف أرحاماً، وأسرع تعلماً، وأثبتهن مودةً»([4]).

كما ورد عنه (ص) أيضاً في هذا الباب:

«هلا بكراً تلاعبها، وتلاعبك».

إن هذه المسألة لها أثر ووقع كبيرين في نفس الزوج إذا أن فطرة الإنسان تدفعه إلى الاقتران بمن لم يسبق أن أعطت حبها إلى آخر قبله، ولهذا الأمر أثر كبير في توطيد العلاقة بين الزوج والزوجة الباكر، مما يؤثر أثره على مستقبل الأولاد.

علاوة على ما ورد في الأحاديث فقد جاء الحث على هذا الأمر، والتثبيط عن ضده في مرآة المجتمع آنذاك وهو الشعر فقد قيل شعراً في تحبيذ الزواج من البكر:

قالوا نكحت صغيرة فأجبتهم

أشهى المطي إليَّ ما لم يركب

كم بين حبة لؤلؤ مثقوب

نظمت وحبة لؤلؤٍ لم تثقب

ما يطلب في الزوج:

مرّ ذكر المواصفات الواجب على الزوج توخيها في الزوجة، والآن نأتي على المواصفات التي يجب أن تطلبها البنت في الرجل.

بدءاً نقول بأن هناك شروط في صحة اختيار الفتاة لشريك العمر وهذه الشروط هي:

(1) البلوغ: أي أن تكون الفتاة قد بلغت سن التكليف.

(2) الرشد: فلا يكفي في تصحيح عملية الاختيار أن تكون الفتاة بالغة سن التكليف، بل لابد أن تكون راشدة بحيث تستطيع أن تميز في اختيارها بين الرجل المناسب لها وغيره.

فسن التكليف الشرعي للفتاة وهو تسع سنين لا يمنح الفتاة القابلية على التمييز في اختيارها، إذ لا يعقل أن نقول بأن مدارك من بلغ تسعاً تؤهله لأن يحسن الاختيار في موضوع خطير وحساس كموضوع الزواج الذي تخضع فيه الفتاة لأحكام شرعية ليس في وسعها التحلل منها فيما لو أساءت الاختيار. فقد ورد عن رسول الله(ص) قوله:

«بنتك كريمتك، فانظر لمن تُرقُّها».

وهذا التعبير عنه (ص) -تُرقُّها- وإن كان مجازياً حيث أن الإسلام لا يظلم البنت في أحكامه، ولكنه ينظر إلى أن الإسلام كان قد قدس الحياة الزوجية وأمر المرأة فيها بالطاعة للزوج نيلاً للإستقرار العائلي. عليه يجب أن تكون البنت في المستوى الذي يؤهلها لأن تختار الاختيار الأنسب وأن تميز في اختيارها.

فما هي المواصفات التي يجب على الفتاة أن تطلبها في الزوج.

ورد في كتاب المستطرف في كل فن مستظرف:

«إن نوح بن مريم قاضي مرو أراد أن يزوج ابنته فاستشار جاراً له مجوسياً فقال المجوسي:

سبحان الله، الناس يستفتونك وأنت تستفتيني؟

فقال: لابد أن تشير علي.

قال: إن رئيسنا كسرى كان يختار المال، ورئيس الروم قيصر كان يختار الجمال، والعرب كانت تختار الحسب والنسب، ورئيسكم محمد كان يختار الدين، فانظر بأيهم تقتدي»([5]).

كما ورد أن رجلاً قال للإمام الحسن(ع):

إن لي ابنة فمن ترى أن أزوجها له؟

قال: زوجها ممن يتّقي الله عزوجل،فإن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها.

وقيل لرجل من الحكماء:

فلان يخطب فلانة.

فقال: أموسر هو من عقل ودين؟

فقالوا: نعم.

قال: فزوجوه إياها.

مما ذكر، وغيره من الأخبار التي وردت في باب اختيار الفتاة نستخلص الشروط الواجب توفرها في الرجل لكي يكون مؤهلاً لاختياره كزوج وهي:

(1) أن يكون ذو دين: إذ أن الدين يمنع الإنسان عن أن يسير بالعائلة غير الوجهة الصحيحة كما يمده بالتعاليم القويمة التي تساعده في وظيفته العائلية.

(2) أن يكون ذو خُلُق: فقد ورد في الأخبار القول:

«من جاءكم ترضون دينه وخلقه فزوجوه».

(3) أن يكون متقياً يخشى الله تعالى لأن التقوى تحجز الإنسان عن معصية الله وخصوصاً في موارد ظلم الآخرين لاسيما العائلة فقد تقدم قول الإمام الحسن(ع) في هذا المورد:

«زوجها ممن يتقي الله عزوجل، فإ
ن أحبها أكرمها، وإن أبغضها لم يظلمها».

(4) أن يتميز برجاحة عقله: وذلك أنه سوف يكون قائداً لركب العائلة، فلا يعقل أن يكون ربان العائلة يعاني نقصاً في عقله لأن ذلك سوف يقود العائلة إلى الهاوية.

([1]) في قضايا الزواج والأسرة ص137.

([2]) نفس المصدر ص137.

([3]) كيف تسعد الحياة الزوجية ص39.

([4]) مستدرك الوسائل 2/ 535.

([5]) المستطرف 2/ 292.