ثلاثة اشهر مرت على الاضراب الذي يمارسه سجناء الرأي في تركيا، هذا الاضراب الذي سمي بـ «صيام الموت» بات شجاً يؤرق ليل الأتراك، في حين لا زالت الدولة التركية متمثلة برئيسها ورئيس حكومتها يتعاملان مع هذه القضية الانسانية بنوع من اللاأبالية لم يعد خافياً على أبسط الناس.

صيام الموت حصيلته الحالية 14 شخصاً فارقوا الحياة، اثنا عشر منهم من السجناء المضربين، واثنان من أقاربهم.

الرئيس التركي أحمد نجدت سيزر كما هي عادته يتعامل مع الأمور بنوع من العقلانية فقد دعا سيزر المضربين من السجناء وعائلاتهم الى انهاء «صيام الموت» تمهيداً للعمل على حل الأزمة، وفي مقابل ذلك دعا البرلمان التركي الى العمل على تمرير بعض القوانين التي تلبي بعض مطالب المضربين.

اما رئيس الحكومة التركية والذي يحمل الى جانب جنسيته التركية الجنسية الأميركية والتي لا تمنح للشخص الا بعد التأكد من أهليته للعيش في المجتمع الديمقراطي فقد تعامل مع الاضراب بطريقة غريبة من نوعها.

فقد أكد أجاويد بأنه لا تسوية مع السجناء المحتجين وان حكومته سوف لن تذعن الى ما وصفه بـ « مطالب الارهابيين».

بلند اجاويد بدلا من التعامل مع هذه القضية الانسانية بروح التعاطف اعلن على لسان وزير العدل في حكومته حكمت سامي عن نية الحكومة التعجيل بتحرير مشروع التعديل على قانون مكافحة الارهاب والذي تقضي صيغته الحالية بغرض حظر على تجمع السجناء حتى في مكتبة السجن او القاعات الرياضية، ومع هذا تأمل حكومة اجاويد ان يكون هذا التعديل قد استجاب لبعض مطالب المضربين.

رئيس جمعية حقوق الانسان التركية حسني اوندول صرح بان هذا التغيير القانوني لا يكفي لاقناع السجناء المضربين الذين ينتمون في معظمهم لمنظمات واحزاب يساريه… اذ ان مشروع القانون – كما قال اوندول- سوف يسمح باستخدام المساحات المخصصة للاستعمال المشترك للسجناء الذين يخضعون اجبارياً لبرامج تدريب او اعادة تأهيل… لكن التعديل الحالي لا ينهي ظروف العزلة.

وأضاف أوندول قائلاً، ان السجناء يمكن ان يقاوموا برامج التأهيل هذه خاصة وأنهم سجنوا لآرائهم السياسية.. فالدولة لا يمكنها ان تجبر السجناء – السجناء السياسيين – على تغيير ايديولوجيتهم.

صيام الموت حظي بتأييد شعبي كبير فقد اعلنت نقابات العمال وغرف التجارة ومجموعة من رجال الاعمال عن تأييدها له، كما أصدرت مجموعة من الكتاب والفنانين بياناً يدعو الحكومة التركية الى فتح باب التفاوض مع المضربين، وحذر البيان من انه «اذا لم يكن هناك تغيير سيستمر الموت وسيكون هناك المزيد من الألم».