يوميات فاطمة

اسمها فاطمة، يحس المتحدث اليها بانه امام طفلة قد سبقت زمنها في مستوى تفكيرها، كما يدرك من خلال تبرم اهلها من كثرة اسئلتها مدى ضيق زمانها بها.

لقد بادرت امها يوماً بالسؤال:

ماما: ماذا يعني كلام كل من اخي الرضيع علي، وابناء جيراننا جوزيف وعمر حين يقول كل منهم (أ أ أ..)؟

الأم: انهم يستهلون اول كلام لهم بنطق الحرف الاول من اسم الله تعالى.

فاطمة: الله، ومن هو الله؟

الأم: خالقنا وخالق كل شيء في هذه الدنيا وعليه وشكراً له على خلقه لنا ترى الانسان منا يفتتح اول ما يفتتح كلامه بنطق اول حرف من اسمه تعالى.

و لماذا لا ينطق الكبار بذلك كما ينطق الصغار ان كان ذلك شكراً؟ قالت فاطمة.

اجابت الام: ان هذه الوسيلة هي لكون الطفل غير قادر على التعبير بغير ذلك اما الكبار فلهم وسائل أخرى يمكنهم التعبير بها عن شكرهم لله.

فاطمة: مثل ماذا؟

الام: كالصلاة مثلاً.

فاطمة: ولكنني أرى ان صلاة ابي تختلف عن صلاة كل من صلاة ابي جوزيف وابي عمر، في حين لم يكن كل من اخي علي وجيراننا جوزف وعمر يختلفون في طريقة شكرهم لله.

الام: الاطفال يتحدون في كل شيء بعكس الكبار.

فاطمة: ولماذا يختلف الكبار يا ترى، لماذا لا يتحدون كما يتحد الاطفال؟

الام: متمتمة – متجاهلة السؤال الأخير لابنتها – ومن يقدر على ذلك غير الله تعالى.