يوميات فاطمة

فيما كانت فاطمة تتهيأ للخروج إلى السوق لشراء الحاجيات، لفت انتباه فاطمة ما تقوم به الأم من تقديم توصيات لأخيها الكبير أحمد. متضمنة عدم فتح الباب ما لم يتعرف على هوية الطارق، والاعتناء بالبيت والأطفال لم تتمكن فاطمة من السيطرة على فضولها فجرتها قدماها باتجاه أمها لتتقدم إليها سائلة إياها عن سبب تلك الوصايا التي تقدمت بها إلى أحمد.

فأجابتها أمها بأن ذلك أمر ضروري لابد منه لكل من يترك أولاده، أو من يعمل معه فلابد من أن يوكل من ينوب عنه في ذلك المكان.

فسألتها فاطمة: ولماذا ذلك، ماذا سيحدث لو أن من يغادر يترك الأمر هكذا؟

الأم: لا يمكن ذلك يا عزيزتي، فلو ترك المكان بغير وكيل يدير أموره ويسيطر عليه لفعل كل ما يحلو له بدون أن يعتني بمصالح الآخرين، ولو كان عمله يضربهم.

فاطمة: ومن أين عرفنا أن هذا الأمر ضروري؟

الأم: ان العقل هو الذي يدلنا على ذلك، ثم ان الشريعة الإسلامية أشارت علينا بذلك أيضاً والرسول الكريم محمد (ص) لم يخرج من هذه الدنيا من غير أن يوص بخليفة له على المسلمين.

فاطمة: إذن إذا كان ذلك ضرورياً فلماذا اخترت أخي أحمد لمثل هذا الأمر، ولم تختاريني أنا له؟

الأم: نحن، وبغض النظر عن كون أحمد أكبـركم سناً، نجد أن أحمد يمتلك نضجاً وقدرة على إدارة الأمور التي أوكلتها إياه أكبـر، ولذا فمن غير المعقول أن نترك من يقدر على الأمر، إلى من لا يقدر عليه. أليس هذا صحيحاً.

أجابت فاطمة: نعم، نعم ان هذا هو عين الصواب.