يطرح البعض من الكتاب مسألة اللاعنف بنوع من التحفظ وكأنه يؤسس لأمر لم يكن قد سبقه أحد اليه من قبل، او كأنه جاء بما تستهجنه النفوس، مما لم تكن فيه نسبة من الصحة على الصعيدين فليس اللاعنف -في الحقيقة- من الجديد الذي لم يسبق اليه، ولا هو مما تنفر منه الطباع، بل يعد من الامور الأصيلة التي كانت حليفة للرسالات السماوية من لدن آدم(ع) والى قيام الساعة، وان يكن في الأمر نوع من الغرابة فانما هي ناشئة من الظروف الملتهبة التي يعيشها العالم اليوم والتي قادته آخر الأمر إلى ان تتحكم فيه شريعة الغاب. فصار حال اللاعنف بناءً على ذلك حال الدر الذي يغمره الرمل، فلا يلزمه اكثر من ازالة ما علق به لتجد النفوس تهفو اليه فهو يناغم الفطرة الانسانية. عليه لا يفتقر الطرح إلى هذا التحفظ، واذا لزم الامر تحفظاً فانما يجب لجانب آخر وهو التحفظ من انزال الفكرة في غير اطارها الصحيح، اطار الاستسلام لا السلام.

البصري