الشرق الاوسط:
دعت الليدي ليفي، زوجة مبعوث رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الى الشرق الاوسط الى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وإزالة المستوطنات. جاء ذلك في عريضة وقعت عليها الليدي ليفي وحوالي 300 من اليهود البريطانيين، وأصدرتها منظمة «أصدقاء حركة السلام الآن في بريطانيا» عشية عيد الفصح اليهودي. ونُشرت الوثيقة على شكل إعلان في عدد أمس من صحيفة «جويش كرونيكل». وأعرب دانيال نجل الليدي ليف، العضو البارز في «تحالف السلام» في إسرائيل والذي وقع على عدد من العرائض المشابهة، لـ«الشرق الاوسط» عن اعتزازه بموقف والدته.
ونصت العريضة التي تلقت «الشرق الاوسط» نسخة منها على أن «من السخرية المآساوية أننا (اليهود) الآن في موقع المحتل والمضطهد»، الامر الذي يستغربه الموقعون من شعب عانى من مآسي النفي والاضطهاد. وإذ أدان الموقعون «استعمال الارهاب من قبل مجموعات متطرفة فلسطينية»، فقد اشاروا الى أن «هذا الارهاب يجب أن لا يعمي عيوننا عن المسائل الاعمق التي تتمخض عن احتلال إسرائيل وسلوكها الراهن في الاراضي الفلسطينية». واعرب اليهود البريطانيون في عريضتهم عن تأييدهم لمطالب وجهتها سابقاً مجموعتا «تحالف السلام» و«حركة السلام الآن» الى الحكومة الاسرائيلية. وتبنوا المطالب الواردة في بيان المجموعتين، والتي تشتمل على «إعلان (الحكومة الاسرائيلية) عن نيتها إنهاء الاحتلال» و«الاعلان عن استعدادها لإجراء مفاوضات مع الفلسطينين». أما المطلب الثالث فنص على «إتخاذ خطوات منفردة محددة فوراً، بما فيها تفكيك المستوطنات في غزة وفي قلب المناطق السكنية الفلسطينية في الضفة الغربية». وتعذر الاتصال بالليدي ليفي، التي تقضي عطلة العيد مع زوجها وعائلتهما في إسرائيل. بيد ان ابنهما دانيال، أعرب في اتصال اجرته معه «الشرق الاوسط»، بصفته ناشطاً في «تحالف السلام»، عن اتفاقه مع الرأي القائل أن «الاحتلال هو المسؤول عن موت الفلسطينيين والاسرائيليين المتواصل». وقال «انا لا ابرر العمليات الانتحارية، فلا شيء يمكنه ان يبرر قتل المدنيين في مقهى، لكني اؤكد قناعتنا في تحالف السلام بأن من غير الممكن النظر الى هذه العمليات بمعزل عن السياق السياسي الذي وجدت فيه». وأضاف «من الغباء الظن بأننا نستطيع مواصلة الاحتلال بسلام، ووضع حد للعمليات الانتحارية ما لم يتم إنهاء الاحتلال». وفي رد على سؤال لـ«الشرق الاوسط» حول الاكتفاء بالدعوة لتفكيك المستوطنات المغروسة في قلب المناطق الفلسطينية في الضفة بدلاً من المطالبة بإزالتها كلها، قال دانيال ليفي إن القصد كان «إبداء بادرة حسن نية كخطوة اولى». واضاف «ينبغي أن تُفكك هذه المستوطنات التي لن تكون حتماً جزءاً من الحل النهائي ثم تجرى المفاوضات فيما بعد حول المستوطنات الاخرى ذات الوضع الاشد تعقيداً».
واعرب عن وجهة نظره في أن العثور على حل لإنهاء الاحتلال ممكن عن طريق المفاوضات مع «القيادة الفلسطينية المنتخبة». وقال إن الحل يجب أن يؤدي الى جلاء إسرائيل عن «الاراضي المحتلة في عام 1967، التي ستدخل على حدودها تعديلات تكون مقبولة للطرفين، كما سيتم تبادل قطع ارض متساوية في سياق الاتفاق».