تظاهر جموع من مجلس الهندوس العالمي أمام مكتب الأمم المتحدة في العاصمة الهندية نيودلهي وأحرقوا نسخا من القرآن الكريم احتجاجا على قرار طالبان بتدمير تماثيل تاريخية بينها تماثيل لبوذا في أفغانستان.

في غضون ذلك وصفت السلطات الهندية قرار طالبان بتدمير التماثيل الأثرية على أنه “بربري” وعرضت نقل التماثيل إلى الهند للمحافظة عليها.

من جانبه قال الرئيس الافغاني المخلوع برهان الدين رباني “ندين بشدة ونعارض تحرك طالبان غير الحضاري المناؤي لمصلحة البلاد بشأن تدمير التماثيل البوذية في أفغانستان”.

وأعلنت حركة طالبان قبل أسبوع أن زعيمها الملا محمد عمر أصدر قرارا بتدمير جميع التماثيل بما فيها تمثالان شهيران لبوذا منحوتان في الصخر بإقليم باميان على أساس أنها تماثيل “وثنية”.

وقال رباني الذي يقود تحالفا معارضا لطالبان في بيان أصدره اليوم الاثنين “منذ آلاف السنين شاركت هذه البلاد في حضارات وثقافات مختلفة، وعلى مدى هذا التاريخ الطويل لم يحاول أي نظام تدمير الآثار التاريخية للبلاد بل بذل الجهد من أجل الحفاظ عليها”.

وقال رباني إن الدين الإسلامي يحترم العقائد الأخرى، وأضاف البيان “سياستنا الثقافية تستوعب جميع الآثار التاريخية وتشمل بالطبع التماثيل البوذية في إقليم باميان في أفغانستان التي خلفتها الديانة البوذية”، مشددا على أن تلك التماثيل “لا تعبد في أفغانستان”.

الملا عمر: تدمير التماثيل شرف للبلاد
ووصف الملا محمد عمر زعيم حركة تدمير التماثيل بأنه شرف لأفغانستان وللإسلام، وأكد أن حركته لن تتراجع عن تدمير التماثيل التاريخية في البلاد رغم المناشدات الدولية والاحتجاجات التي تواجهها حركته.

وقال في كلمة بثتها إذاعة الشريعة بمناسبة عيد الأضحى “نحن ندمر الأصنام، والعالم جعل من هذا العمل مأساة”. ودعا عمر المسلمين في العالم إلى “عدم ضم أصواتهم إلى أصوات الكفرة” مؤكدا أن “هذه التماثيل قد دمرت عملا بمبادئ الإسلام”.

وكان علماء مسلمون في كثير من الدول الإسلامية قد دعوا الحركة إلى عدم المس بالتماثيل التي تشكل تراثا إنسانيا، وقالوا إن تدميرها يخالف سماحة الإسلام.

ومن جهة أخرى اتهم الملا عمر هيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي والإذاعات الغربية الأخرى ببث حرب ضد القرآن”. وأضاف في أول تعليق له منذ إصداره قراره الأسبوع الماضي بتدمير التماثيل أن “هذه التماثيل لا تمثل إلا 1% من الآثار التاريخية الأفغانية و90% من نسبة الواحد بالمائة هذه قد نهبت” قبل وصول حركة طالبان إلى السلطة.

ودعا أئمة المساجد الأفغان في خطبة عيد الأضحى اليوم الاثنين حركة طالبان إلى عدم الرضوخ للضغوط الدولية والمضي قدما في تدمير التماثيل.

ترددت هذه الدعوة عبر مكبرات الصوت التي نقلت خطبة العيد من معظم مساجد العاصمة الأفغانية كابل.

وقال أحد الخطباء “إنهم يريدون منعنا من القيام بمسؤوليتنا الأكيدة ونحن هنا نطالب بالمضي قدما في سياسة تحطيم تلك التماثيل الوثنية”. وقال آخر “دعونا نثبت للعالم أن المسلمين متحدون في العقيدة وأنهم لن يرضخوا لأي ضغط مهما كان الثمن”.

وتعهدت طالبان بتدمير كل التماثيل بما في ذلك تمثالان لبوذا وسط أفغانستان هما أكبر تمثالين لبوذا في العالم. ويبلغ ارتفاع التمثالين 53 مترا و36.5 مترا ويعدان أول نماذج معروفة لتماثيل بوذا الضخمة المنتشرة في شتى أنحاء آسيا.

المصدر : رويترز – إيه إف بي