القوانين سماوية كانت ام وضعية انما انشأت لتلبية حاجات الانسان الجسدية والروحية المتزايدة وباستمرار بتزايد عدد السكان وكثرة الحاجات والخلافات فعندما خلق الله سبحانه وتعالى أبانا آدم وأمنا حواء لم يكن في وقتها بحاجة إلى نظام معقد لصغر العائلة وقلة متطلباتها لكن بعد ان توسعت العائلة وظهرت المشاكل وخاصة بعد قتل قابيل اخاه هابيل هنا اصبحنا امام مخالفة شرعية وهي القتل، وضرورة القصاص من الجاني اذاً ومنذ بدء الخلقة تعلمنا شيء اسمه جريمة وآخر اسمه قصاص أو عقوبة وهذا هو القانون أو النظام، وبعدها اتسعت فقراته عندما اتسعت حاجات الانسان فأصبح هناك قانون يحكم  العلاقات الاسرية الزواج، الطلاق، الميراث، وما يرتبط بها وقانون للملكية والتجارة والحرب والخ وهذه القوانين ومن غير فرق بين ما يقرره الله سبحانه وتعالى من القانون وما قرره الزاعمون للاصلاح من البشر ولا فرق بين دين الإسلام والاديان الاخرى حيث ان الجميع يريد خير الانسان سواء كان الخير واقعي ام مزعوم واذا وجدا لحق مجرداً عن كل شائبه فيجب على الكل الانصياع والرضوخ له لكن لدى المقارنة بين الشريعة والقانون نجد هناك فواق كثيرة رغم الاتحاد في الموضوع وهو الخير والسعادة للانسان فبما ان القانون الوضعي من وضع البشر فهو اولاً عاجز عن تلبية جميع متطلبات الانسان وثانيا خاضعاً للميول النفسية لواضعيه ومراعياً لمصالحهم والاهم من هذا كله هو التحكم هي تطبيقه وانصراف الهدف الاساسي الذي من اجله سنت هذه القوانين ففي الوقت الذي سن فيه القانون كما اسلفنا للانتصار  للمظلوم من الظالم واعادة الحق أو الحيلولة دون وقوع الجريمة خوف العقوبة التي ترافقها ثراه الان اصبح الانسان هو القائم على حماية القانون لا القانون قائم على حماية الانسان كما قال السيد المسيح(ع) (انما جعل السبت للانسان ولم يجعل الانسان للسبت) وأصبح بإسم القانون تستباح الحقوق وتنتهك الحرمات والكرامات وتقتل النفوس وترتكب شتى انواع الجرائم كما هو سير امريكا الان فهي باسم القانون تقتل شعب العراق بالسلاح  ونقص الغذاء وحتى اذا كان هناك جريمة فالعقوبة تطول الجاني ولا يؤخذ البرئ بذنب السقيم والشيشان وكوسوفو وغيرها من الدول هذا بالاضافة إلى ان القانون يتعامل مع الجسد مع الظاهر ولا يتعامل مع الروح لذلك نراه جامداً على نصوصه فاقداً للمرونة، بينما القوانين السماوية والتي آخرها الاسلام والتي جاءت مُبينة عن طريق القرآن الكريم وسنة الرسول الكريم(ص) واهل بيته الاطهار(ع) عالجت كل احتياجات الانسان وبدون استثناء وبطريقة افضل من كل القوانين حيث اهتم الإسلام بالجانبين معاً الدنيوي والاخروي وهذا الاخير بما فيه من وعد ووعيد جعل سبل الحياة في دار الدنيا يسيره والحياة سعيدة وآمنة لكل البشر وخاصة اذا ما حاسب الاثنان نفسه بأن مخالفة القانون الالهي لها عقابان وتطبيقه له اجران وهذا ما لا يمكن ان يوفره القانون الوضعي ثم ان القانون الالهي من اهم مميزاته البساطة واليسر كما في قوله تعالى (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) اية 185 البقرة وله امثله كثيرة حيث شرّع الزواج الذي هو حاجة ملحة للرجل والمرأة والمجتمع بأيسر صوره حيث قال رسول الله(ص) (افضل نساء امتي اقلهن مهراً واصبحهن وجهاً) ولم يمنع من الزيادة اذا اراد الرجل ان يعطي كما جاء في الكتاب العزيز (و أتيتم احداهن قنطارا) اية 20 سورة النساء كذلك سهل الحصول على المسكن والعمل حيث قال (ص) (ان الارض لله ولمن عمّرها) ثم ان القواعد الاخلاقية  التي تدعو إلى الفضيلة والايمان تجعل من ارتكاب الاخطاء قليله اذا لم نقل معدومة الامر الذي يقلل من المنازعات الاّ ان الانسان بسبب ابتعاده عن الله سبحانه وتعالى وكتابه العزيز وشرعه المبارك وتفضيله القانون الوضعي على القانون السماوي جعل من الحياة ساحة حرب يقتل بها القوي الضعيف ويحكم بها قانون الغاب كما قال الله سبحانه وتعالى (فبظلم من الذين هادوا حرّمنا عليكم طيباتٍ احلت لهم) اية 160 النساء فأرتفاع الخير والبركات ونزول البلايا ما هو الاّ نتيجة حتمية لمخالفة قوانين طبيعية امرنا الباري جلت آلاءه ان نتمسك بها فالعودة الى القانون الالهي (الشريعة) هي الحل لانه هو الا وسع والاسبق والاكمل والدائم والمنزه عن الكيفيات كما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز (يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم) اية 13 الحجرات وكذلك قول رسول الله(ص) في خطبة يوم الغدير حين نصّب علياً(ع) بأمر الله تبارك وتعالى خليفة على المسلمين حيث قال (ما من شيء يقربكم إلى الجنة ويبعدكم عن النار الاّ وقد امرتكم به، وما من شيء يقربكم إلى النار ويبعدكم عن الجنة الاّ وقد نهيتكم عنه)