النشاطات البشرية طرق ووسائل لا تحصى عدداً يمكن أن يوظفها الإنسان لخدمة الأهداف السامية التي تخدم البشرية وتأخذ بيدها نحو عالم السلم واللاعنف والأمان ، ولكن  يبدو أن البشر هم الذين ينأون عن توظيف هذه النشاطات لخدمة الأهداف المذكورة ، وإلا فهي  أكثر من أن تحصى .

   إن الشعار الذي يطرح للرياضة هو ( فن ، ذوق ، أخلاق ) وهذه المبادئ الثلاثة توحي  بوجود ما يمكن الاستفادة منه في خدمة الإنسان ، وهذا هو الجانب الذي لم يكلف الإنسان نفسه السعي لإبرازه ، وقلائل هم الذين يلتفتون إلى مثل هذا الجانب ، وتبقى صيحاتهم قيد الإهمال واللامبالاة دائماً ، ومن هذه الصيحات ما دعا إليه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي  الذي تستعد بلاده لاستضافة الدورة الرابعة عشرة لألعاب البحر الأبيض المتوسط . فقد دعا الرئيس بن علي إلى أن تكون الرياضة الإقليمية والدولية هدنة بين الدول المتنازعة ، ومناسبة لإشاعة قيم السلام والأمن والتسامح في العالم .

   جاءت دعوة الرئيس زين العابدين بن علي المذكورة عن طريق نداء توجه به إلى اللجنة الدولية للألعاب المذكورة ، واللجنة الدولية الأولمبية وكل الاتحادات الرياضية الإقليمية  والدولية ، وذلك من أجل أن تكون المواعيد الرياضية ” هدنة قوامها الأمن والسلام والتسامح  في العالم ، لاسيما بين الدول المشتركة في الدورات الأولمبية والرياضية المعنية ، فتكف عن النزاعات والحروب وتمتنع عن كل أشكال العنف والصراع طوال أيام الألعاب الإقليمية والدورات الأولمبية والبطولات الدولية ، حتى يتغلب البشر بفضل الرياضة والروح الأولمبية على خلافاتهم ، فينتشر في الأرض الأمن والسلام ويغمر القلوب المحبة والتسامح ” .

   إن هذا التوظيف يفترض فيه أن يعم كافة الأنشطة البشرية الأخرى كالفن وغيره من     الأنشطة الأخرى ، ويجب أن لا يقف عند حدود التنظير وإنما يتعدى ذلك إلى حيز التطبيق    فيكون المشاركون في هذه الأنشطة مفاتيح خير لدولهم المتنازعة لكي تسعى إلى التقارب على الأصعدة الأخرى