إن ما حدث في الولايات المتحدة الأمريكية من خلال مسلسل العنف الذي لازال يلف العالم إنما يمثل درسا حري بأن يقف العنفيون عنده طويلا بحيث يعيدون حساباتهم جميعاً، سواء من حيث المواقف، أو من حيث المنهج .

إن ماحدث لايمكن أن يكون صادرا من مسلم، فالإسلام أحرص شيء على أن يقف أبناءه وقفة حذر أمام دماء الناس، ووقفة إحترام لأرواحهم، والاسلام بعيد كل البعد عن العنف والارهاب بكل اساليبه واشكاله ومهما كانت الظروف والاسباب .

الى متى يظل العالم  مصراً على البقاء في نومة الغافلين إزاء مايحدث من عنف دام يصيب الأبرياء من أبنائه؟

ثم متى يدرك أولئك الذين يعتمدون العنف، ويعتبرونه الوسيلة المثلى لحل قضاياهم أنه لارابح مع العنف ؟

ألم يكفهم دليلا على خسارة العنف وعدم جدواه أن الضحايا فيه إنما هم من الأبرياء ؟

اولسنا نعتقد باننا اتباع رسول الله (ص) حيث كان امام الرحمة والشفقة ؟ اوليس هو القائل:  المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه ؟

وهذا علي (ع) يعرﱢف المؤمن بان (من علاماته اللاعنف) و يقول: (من ركب العنف ندم) وقال:( من عامل بالعنف ندم) وقال:( رأس السخف العنف).

وعن الامام الباقر(ع): ان لكل شيء قفلا وقفل الايمان الرفق.

وعلى هذا الاساس كان الموقف الاسلامي والمرجعي وباجماع العلماء الذين ادانوا العنف بكل اشكاله واساليبه.

ونحن في تجمع ( المسلم الحر) ، في الوقت الذي نستنكر مثل هذه الأعمال البشعة التي لاتمت الى الدين الاسلامي ولا الانسانية بصلة ، نتقدم بأحر التعازي الى الشعب الامريكي  والدولة الامريكية بهذه المناسبة المؤلمة و نشكر قيادته الحكيمة  التي دافعت عن المسلمين والزمت الشعب الامريكي  بعدم الإقدام على أي شيء من شأنه أن يمس الجاليات الإسلامية التي تقيم في الولايات المتحدة الأمريكية والتي دافعت عن بلدها وشاركت بكل قواها في الانتخابات الاخيرة و… وهذا الموقف الحكيم من الادارة الامريكية وحلفاؤها قد  فوﱠت الفرصة لمن اراد استغلال الدماء البريئة لمصالحه الخاصة والتي منها تشويه سمعة الاسلام والمسلمين الابرياء اولاً  ومن ثم ايجاد فتنة داخلية في امريكا وغيرها .

كما نأمل من الادارة الامريكية  التأمل والدقة في هذه المرحلة الراهنة،  وبما ان المواجهة بالعنف لايمكن ان يكون الحل المناسب لقلع جذور العنف والارهاب ، اذ العنف لايولد الا العنف والكراهية ،  فاستعمال العنف – كما حصل في العراق  وغيره –  قد يؤدي الى قتل الابرياء في تلك المناطق ايظاً.

وعلى هذا الاساس ، نعتقد ان نشر ثقافة السلم و اللاعنف هو الحل الا نسب لمثل هذه الحالات .

ومن جهة اخرى،  نأمل من الجاليات الاسلامية  وكذلك المنظمات  الاسلامية  في امريكا تقديم كامل العون والدعم الى الادارة والشعب الامريكي  للخروج من هذه المحنة ومساعدة الجرحى والمصابين،  فق تعلمنا من الاسلام انه من احيى نفسا فكأنما احيى الناس جميعا. وقال الامام الصادق (ع) : التارك للجريح والضارب له سواء.

وفي الختام نتوجه بالدعوة الى اصحاب السماحة ، رؤساء وملوك الدول العربية والاسلامية،  وكذلك مسؤولي الجامعة العربية،  واعضاء منظمة المؤتمر الاسلامي،  ومفكري المسلمين،  والاحزاب والمنظمات الاسلامية،  وكل من له شأن في ادارة الامة الاسلامية، لعقد مؤتمر موسع  يهدف الى نشر ثقافة السلام و اللاعنف ، فان اليد الواحدة لا تصفق.