تباينت مواقف علماء المسلمين السنة من مواضيع سياسية حساسة مثل العمليات الانتحارية او مقاطعة البضائع الاميركية بين مؤيد ومعارض خلال مؤتمر مجمع البحوث الاسلامية التابع لمشيخة الازهر في .

وفي الاجتماع  طالب الشيخ يوسف القرضاوي بمقاطعة البضائع الاميركية مجددا تأييده العمليات الانتحارية،في حين رفض شيخ الازهر محمد سيد طنطاوي الخوض في موضوع المقاطعة مؤكدا ان الامر يعود الى اصحاب الاختصاص وكرر مواقفه السابقة من العمليات الانتحارية.

وخاطب القرضاوي الصحفيين قبل القاء كلمته امام علماء السنة من 50 دولة اسلامية: “نقول للحكام اقطعوا العلاقات لكنهم لن يصغوا الينا. ونتوجه الى الشعوب لكي يقاطعوا المنتجات من مشروبات وسجائر ومعدات كهربائية وسيارات لاننا نستطيع ان نقاوم عبر المقاطعة الاقتصادية”. وسئل عن قرار العراق وقف النفط بينما ترفض السعودية والكويت ذلك، فاجاب: “اذا لم توقفا النفط فليعملوا على خفض الانتاج الى النصف لان هذا سيؤدي الى ارتفاع الاسعار وتعويض الخسائر”.

الى ذلك، اكد مجددا ان العمليات الانتحارية ضد الاسرائيليين هي “اعلى درجات الاستشهاد”، موضحا ان اسرائيل “مجتمع عسكري لا وجود للمدنيين فيه. انهم قوم غزاة طردوا السكان الاصليين وهم لا يبالون بمدني او بعسكري و من “يفجر نفسه في المعتدين فهو شهيد ولكن ليس في الابرياء والآمنين والاطفال لان الاسلام ينهى عن ذلك”. وشدد على ان “الفرق بين الجهاد والارهاب واضح كالفرق بين السماء والارض”.

ووجه القرضاوي انتقادات ضمنية الى “انعقاد مؤتمر للدفاع عن الاسلام وتوضيح مقاصده في وقت يتعرض المسلمون في فلسطين للابادة “، مشيرا الى ان المؤتمر “لا يمكن الا ان يكون للتحدث عن القضية الرئيسية وهي فلسطين وليس فقط لتوضيح الاسلام”. وطالب بان “يتبنى المؤتمر الانتفاضة المباركة والمقاومة لانها ليست ارهابا انما جهادا مشروعا”.  ودعا الى اتخاذ مقررات بينها “الاعلان ان الجهاد بات الان فرضا على الامة”. واضاف ان “الفلسطينيين لا يستطيعون ان يقاوموا وحدهم، حتى دول الطوق مجتمعة لا تستطيع وبات من واجب الجميع ان يشاركوا وليس بالضرورة حربا. ينبغي  تأييد اخوتنا في فلسطين بالمال اذا لم نتمكن من المجاهدة بانفسنا او بالسلاح فأقله بالمال”. ورفض “استخدام كلمة تبرعات لانها مرادفة للاحسان بل المجاهدة بالمال لانها واجب ديني”. كما اعتبر ان “مقاطعة البضائع الاميركية واجب على كل مسلم. فنحن لا نستطيع فرض ذلك على الحكومات التي لديها اعذار مقبولة او غير مقبولة وانما نطلب من اكثر من مليار مسلم القيام بهذا الامر لان كل فلس تجمعه الشركات الاميركية يذهب الى اسرائيل”. وتساءل من جهة اخرى “كيف بالامكان التحدث عن الرأفة والرقة في دين الاسلام بينما العنف يقصفنا ويضربنا ويحرقنا في مخيم جنين وغيره؟ وامام من نقول ان الاسلام دين الرحمة والسلام ونواجه ما يحصل حاليا؟”.

وتساءل شيخ الازهر: “كيف اوافق على مقاطعة اي بضاعة اذا كان ذلك سيلحق ضررا بالبلاد والعباد؟ المقاطة ليست من اختصاصي فانا رجل دين وهل ينبغي ان اكون ملما بكل الامور؟.

 

وكانت للوكيل الاول لوزارة الخارجية مدير مكتب الرئيس المصري للشؤون السياسية الدكتور أسامة الباز مداخلة ندد فيها بـ”الخلط بين الاسلام وجوهره وسلوك بعض من ينتسبون اليه او ينصبون انفسهم متحدثين باسمه”، وهاجم في الوقت نفسه الانماط التقليدية السائدة في الغرب عن الفكر الاسلامي.

وقال رئيس رابطة العالم الاسلامي عبد الله عبد المحسن التركي: “نواجه ازمة عميقة وتحديات منها ما هو داخلي ومنها ما هو خارجي”. وابرز وجوب معالجة الشؤون الداخلية قبل “التوجه الى الغير”. واشار الى موقف الاسلام من غير المسلمين قائلا: “هل يطبق المسلمون الموقف المعروف من غير المسلمين”؟. وختم  ان “رؤية العلماء ينبغي ان تكون غير بعيدة عن رؤية القادة وذلك من اجل تقدير افضل للامور والتقاء وجهات النظر”